للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأول وقتها، وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر إليه، يقال: بكروا بصلاة المغرب، أي صلوها عند سقوط القرص.

وهو في الحديث: (لا تزال أمتي على سنتي ما بكروا بصلاة المغرب).

وقوله: (وابتكر) أراد: أدرك أول الخطبة. وأولها: بكورتها، كما يقال: ابتكر الرجل إذا أكل باكورة الفواكه، وابتكار الجارية: أخذ غدرتها.

قال ابن الأنباري: والذي نذهب إليه في تكريرها بين اللفظتين أن المراد منه المبالغة والزيادة في التوكيد؛ لأن العرب إذا بالغت اشتقت من اللفظة الأولى لفظة على غير بنائها، ثم اتبعوها إعرابها، فيقولون: جاد مجد، وليل لائل، وشعر شاعر.

وقال الشاعر:

حطامة الصلب حطومًا محطما

فالحطوم والمحطم معناهما كمعنى الأول.

وفي الحديث: (بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك العصر حط عمله) قال أبو بكر: معناه: تقدموا فيها وقدموها في أول وقتها، والتبكير: هو التقدم في أول الوقت، وإن لم يكن أول النهار.

<<  <  ج: ص:  >  >>