للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأعرابي عنه فقال: النار هاهنا الرأي يقول: لا تشاوروهم.

وفي حديث صعصعة (قال: وما ناراهما) يقول: ما سمتهما؟ ويقال في مثل نجاراها نارها أي سمتها نجارها.

قال الشاعر:

حتى سقوا إبلهم بالنار .... النار قد تشفى من الأواد

معناه حتى سقوا إبلهم بالسمة حتى إذا نظر إلى سمة البعير عرف صاحبه فسقى وقدم على غيره لشرف أرباب تلك السمة وخلوا لها الماء وكل وسم بمكوى نار فإذا كان بغير مكوى قيل له حز وحرق وقرع وقرم وزنم.

في الحديث: (إنه قال - صلى الله عليه وسلم - أنا بريء من كل مسلم مع مشرك فقيل: لم يا رسول الله؟ قال: لا تراءى ناراهما) قال أبو عبيد: فيه وجهان أحدهما لا يحل لمسلم أن يسكن ديار المشركين فيكون كل واحد منهما يفقد ما يرى نار صاحبه فجعل الرؤية للنار ولا رؤية لها ومعناه أن ينور هذه من هذه يقال دارى نطو إلى دار فلان أي تقابلها ودورنا تناظر الوجه الآخر أنه أراد نار الحرب يقول: ناراهما مختلفتان هذه تدعو إلى الله وهذه تدعو إلى الشيطان فكيف يتفقان؟ وكيف نساكنهم في بلادهم وهذه حال هؤلاء؟

في الحديث (لعن الله من غير منار الأرض) المنار: العلم والحد ما بين الأرضين ومنار الحرم أعلامها التي ضربها إبراهيم عليه السلام على أقطاره.

أخبرنا ابن عمار عن أبي عمر، عن أبي العباس قال: سألت ابن الأعرابي عن قوله (لا تستشضيئوا بنار المشركين) فقال: النار هاهنا: الرأي يقول: لا تشاوروهم ومما يثبت ذلك تقدمه عمر إلى أبي موسى لعزل كاتبه النصراني، وقال: (لا تشاورهم بعد أن جهلهم الله، ولا تكرموهم بعد إذا أهاههم الله تعالى).

<<  <  ج: ص:  >  >>