وقوله تعالى:{كل شيء هالك إلا وجهه} أي: إلا إياه، والعرب تذكر الوجه تريد به صاحبه فيقولون: أكرم الله وجهك يريدون أكرمك الله.
وقوله تعالى:{فأينما تولوا فثم وجه الله} قال ابن عرفة: اعلم أن الوجوه كلها له فأينما وجه أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بتعبدها فذلك الوجه له عز وجل.
وقوله:{أفمن يتقي بوجهه سوء عذاب} قال مجاهد يخبر على وجهه، وقال ابن عرفة: الكافر يبدل اليد ومن شأن الإنسان أن يتقي بيده، فأعلم الله أن الكافر يتقي بوجهه فيتقي العذاب بما يقيه بخيره.
وقوله تعالى:{وجه النهار} أي: أوله فمعنى قوله: {آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا/ آخره} قال قتادة: قال بعضهم لبعض: أعطوهم الرضا بدينهم أول النهار واكفروا بالعشى فإنه أجدر أن يصدقهم الناس ويقولوا: إنكم رأيتم منهم ما تكرهون فرجعتم فيرجعوا عن دينهم.
وقوله تعالى:{وجيها في الدنيا والآخرة} أي: ذو جاه في الدنيا بالنبوة وفي الآخرة بالزلفة، يقال: أوجه فلان فلانا إذا جعل له جاها أي قدرا ومنزلة ويقال: ماله جاه ولا تاه أي قدر ولا طاعة أي لا يقادر ولا يطاع.
وفي الحديث:(وذكر فتنا كوجوه البقر) يقول: إنها يشبه بعضها بعضا. قال الله تعالى:{إن البقر تشابه علينا} أخبر أنها يعني الفتن عميا لا يدري أنى يؤتي بها.
وفي حديث عائية:(وكان لعلى وجه من الناس حياة فاظمة رضوان الله عليهما) أي: جاه افتقده بعدها.