رأتني بحبليها فردت مخافة .... وفي الصدر روعاء الفؤاد فروق.
وروى مجاهد عن ابن عمر، أنه قال:(رأيته يشتد بين هدفين في قميص، فإذا أصاب خصلة قال: أنابها أنابها) يعني: إذا أصاب، قال: أنا صاحبها.
وفي الحديث:(من توضأ للجمعة فيها ونعمت) قال الأصمعي: قوله: (فبها) أي فبالسنة أخذ.
وسمعت الفقيه أبا حامد الشاركي يقول: أراد فبالرخصة أخذ، وذلك أن السنة الغسل يوم الجمعة فأضمر.
وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: (جعل جزأه بينه وبين الناس، فيرد ذلك بالخاصة على العامة) قال أبو بكر: فيه ثلاثة أقوال:
أحدهما: فيرد ذلك من الخاصة على العامة، أي يجعل وقت العامة بعد الوقت الذي به الأهل، فإذا انقضى ذلك الزمان رد الأمر إلى العامة فخصهم وأفادهم، والباء معناها من، ومن معناها الباء في هذا الجواب.
والثاني: أن العامة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت، بل الخاصة تصل إليه، ثم تخبر العامة بما سمعت منه، فكأنه أوصل الفوائد إلى العامة بالخاصة.
والثالث: فيرد ذلك بدلا من الخاصة على العامة، أي يجعل العامة مكان الخاصة، فيجري هذا مجرى قول الأعشي:
على أنها إذ رأتني أقاد .... قالت بما قد أراه بصيرًا.