وقوله:{وإذ جعلنا البيت مثابة للناس} أي معادًا يصدرون عنه ويثوبون إليه: أي يرجعون. والمثابة والمثاب، مثل المقامة والمقام. ويقال: إن فلانًا لمثابة: أي يأتيه الناس للرغبة ويرجعون/ إليه مرة بعد أخرى.
وسميت الثيب ثيبًا؛ لأنها توطأ وطأ بعد وطء.
وقوله:{هل ثوب الكفار} أي هل جعل لهم ثواب أعمالهم؟
وقوله:{وثيابك فطهر} قال ابن عباس: يعني من الإثم. وهم يقولون: فلان طاهر الثياب: إذا لبسها على اجتناب المحارم والمكاره، فإذا لبسها على فجرة أو غدرة، قالوا: إنه لدنس الثياب.
ويقال: الثياب: القلب. يقول: لا تكن غادرًا فتدنس ثيابك.
ويقال: أراد بقوله: {وثيابك فطهر} قال وعملك فأصلح.
ويقال:{فطهر} أي فقصر؛ فإن تقصيرها طهرها.
وقيل: نفسك، وهم يكنون بالثياب عن النفس.
وروى عن ابن عباس أنه قال: لا تلبس ثيابك على فخرٍ وكبر. واحتج بقول الشاعر:
إني بحمد الله لا ثوب غادر .... لبست ولا من خزية أتقنع
ومنه الحديث:(إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها).