وقوله:{واجتبيناهم} أي اخترناهم، مأخوذ من جبيت الماء في الحوض: إذا جمعته ويقال: جبيت المال: إذا حصلته لنفسك، والجبا مقصور مفتوح الجيم ما حول البئر.
ومنه الحديث:(قعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جباها فسقينا واستقينا).
والجبا، بالكسر مقصور، ما جمعت فيه من الماء.
وفي حديث سعد:(نبطي في جبوته) ويقال: / جبيت الخراج وجبوته وهو حسن الجبية والجبوة.
وفي حديث وائل بن حجر:(ومن أجبى فقد أربى) قال أبو عبيد: الإجباء: بيع الحرث قبل أن يبدو صلاحه.
وقال ابن الأعرابي: الإجباء: أن يغيب إبله عن المصدق، يقال: جبا عن الشيء إذا توارى، الإجباء: إذا واريته، ورجل جبا عن الأمور: إذا كان هيوبا لها، مرتدعا عنها، وقال غيره: أراد من عين فقد أربى، وهو حسن.
وفي حديث عبد الله: أنه ذكر القيامة، فقال:(ويجبون تجبية رجل واحد قياما لرب العالمين) قال أبو عبيد: التجبية تكون في حالين،
إحداهما: أن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم، وهذا هو المعنى الذي جاء في الحديث، ألا تراه قال:(قياما).
والوجه الآخر: أن ينكب على وجهه باركا، وهذا الوجه هو المعروف عند الناس وقد حمله بعض الناس على قوله:(فيخرون سجودا لرب العالمين) فجعل السجود هو التجيبة.