وفي حديث البراء:(لما صالح - صلى الله عليه وسلم - المشركين بالحديبية صالحهم على أن يدخل هو وأصحابه من قابل ثلاثة أيام ولا يدخلونها إلا بجلبان السلاح، قال: فسألته: ما جلبان السلاح؟ قال: القراب بما فيه).
قال الأزهري: القراب: غمد السيف، والجلبان شبه الجراب من الأدم يوضع فيه السيف مغمودًا ويطرح فيه الراكب سوطه، وأداته، ويعلقه من آخر الرحل أو واسطته.
وقال شمر: كأن اشتقاق الجلبان من الجلبة وهي الجلدة التي تجعل على القتب والجلدة التي تغشى التميمة؛ لأنها كالغشاء للقراب يقال: أجلب قتبه: إذا غشاه الجلبة، قال النابغة الجعدي: كتنحية القتب المجلب.
قلت: روى ابن قتيبة: هذا الحرف (جلبان) بضم اللام وتشديد الباء. قال: والجلبان: أوعية السلاح بما فيها، قال: ولا أراه سمي به إلا لجفائه، ولذلك قيل للمرأة الجافية الغليظة: جلبانة قال: حميد بن ثور:
جلبانة ورهاء تخصي حمارها .... بفى من بغى خيرًا إليها الجلامد
والقول ما قاله شمر بن حمدويه، والأزهري، رحمهما وفي حديث الزبير أن أمه صفية قالت:
أضربه لكي يلب ... وكي يقود ذا الجلب
قال القتيبي: وهو جمع جلبة، وهي الأصوات، يقال: جلب على فرسه يجلب: إذا صاح من خلفه ليسبق.