المعنى أنهما لا يفيان بالعهود، أي: لا يقرآن بقوله تعالى: {أوفوا بالعقود} وقوله: {فهم في روضة} قال مجاهد: ينعمون وقيل يسيرون بالسماع في الجنة والحبرة النعمة والحبرة السرور وإنما سمي بذلك لأنه يتبين في وجه صاحبه والحبر والحبار الأثر.
في الحديث (يخرج رجل من أهل النار قد ذهب خبره وسبره).
قال أبو عبيد عن الأصمعي: أي: جماله وهيئته وقال غيره: ويقال: بالفتح الحبر والسبر بالفتح ويقال كعب الحبر لمكان هذا الحبر الذي تكتب به وذلك أنه كان صاحب كتب وكان أبو الهيثم ينكر الحبر ويقول: هو الحبر لا غير وقال القتيبي: لست أدري لم اختار أبو عبيد الكسر وترك ذكر الفتح، قال: والدليل على أنه حبر بالفتح قولهم: كعب الأحبار أي عالم العلماء.
قال أبو بكر: لم ينصف القتيبي أبا عبيد حيث أضاف إليه اختيارًا لم يفعله، وإنما حكي عن الأئمة أقوالهم.
فإن منهم: من رأى الفتح، ومنهم: من رأى الكسر، والعرب تقول: رجل حبر وحبر: إذا كان عالمًا، كما قالوا رطل، ورطل وثوب شف وشف، قال: وللفراء حجة في الكسر أخرى وهي:
إن العرب تقول في جمعه أفعال، وسبيله: أن لا يكون جمعًا لفعل إلا في أحرف معدودة منها: قولهم حمل وأحمال، وفرد وأفراد فإذا كان على هذه السبيل قالوا: فالواجب أن يجعل جمعًا لفعل لأن أفعالًا في جمع فعل كثير منقاس غير مدفوع، من ذلك.