إلى أن الحمد: هو الشكر، لأنهم رأوا المصدر بالشكر، صادرًا عن الحمد وذلك قولهم الحمد لله شكرًا قال: والمصدر يخرج من غيره مثل قولهم قتله صبرًا، فالصبر غير القتل قال: والشكر والثناء، وكل شاكر حامد وليس كل حامد شاكرًا وربما جعل الحمد مكان الشكر ولا يجعل الشكر مكان الحمد.
وفي الحديث:(الحمد رأس الشكر فاشكر الله عقدًا بحمده) قالت: المشيخة من الصدر الأول الشكر ثلاثة منازل: شكر القلب، وهو الاعتقاد بأن الله/ عز وجل ولي النعم على الحقيقة، قال الله تعالى:{وما بكم من نعمة فمن الله}[١٧٣/ أ] وشكر اللسان: هو إظهار النعمة باللسان مع الذكر الدائم لله.
قال الله تعالى:{وأما بنعمة ربك فحدث} والحمد لله، فالحمد رأس الشكر، كما أن كلمة الإخلاص وهي: لا إله إلا الله رأس الإيمان وشكر العمل: وهو إدار النفس بالطاعة، قال الله تعالى:{اعملوا آل داوود شكرًا}.
وفي الدعاء بعد افتتاح الصلاة:(سبحانك اللهم وبحمدك) معناه: وبحمدك ابتدئ، وكذلك الجالب للباء في بسم الله الرحمن الرحيم كأنك قلت: إبداء باسم الله وفي كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما بعد وفاتي فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو (قال الخليل معناه: أحمد معك الله وقال ابن شميل: وقوله: (أحمد إليكم غسل الإحليل) أي: أرضى لكم أقام إلى مقام اللام الزائدة لقوله عز وجل: {بأن ربك أوحى لها} أي: إليها وقال غيره: معناه أشكر إليك نعمة وأحدثك بها.