للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعذب، رواه النضر، عن الخليل، وأنكر قول ثعلب: تنادي، لأن هذا كان يعتقد أن جهنم لا تتكلم قال: وقال الخليل قال أعرابي لآخر: دعاك الله أي عذبك وقال أبو العباس معنى قوله: دعاك الله أي أماتك الله واحتج أبو العباس بقول ابن عباس: (نار جهنم تنادي يوم القيامة بلسان فصيح الكفار فتلتقطهم كما يلتقط الطائر الحب).

وقال غيرهم: دعوتها إياهم ما تفعل بهم من الأفاعيل، والعرب تقول: دعانا غيث وقع بناحية كذا أي كان ذلك.

سببًا لانتجاعنا إياه. ومنه قول ذي الرمة:

أمسى برهبين مجتازًا المرتعة .... من ذيالفوارس تدعو أنفه الديب

وقال أيضًا:

دعت مية الأعداد واستبدلت بها .... خناطيل آجال من العبر خذل.

ويقال: ما الذي دعاك إلى هذا أي جرك إليه وحملك عليه.

وقوله: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا}.

قال مجاهد: أمروا أن يدعوه في لين وتواضع، قال ابن عرفة: إن تكن الرواية كما حكاه، فالتسليم للخير وإلا فإنه يحتمل ما قاله مجاهد، ويحتمل أن يكون معناه: لا تجعلوا دعاء الرسول إذا دعاكم/ لأمر أو نهي كدعاء بعضكم [٢٢٩/ أ] بعضًا تجيبون إذا شئتم، وتمنعون إذا شئتم ألا تراه يقول بعده: {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذًا}.

وقوله: {أن دعوا للرحمن ولدًا} أي جعلوا، قال ابن أحمر:

وكنت أدعو قذاها الإثمد القردا

<<  <  ج: ص:  >  >>