وفي الحديث في أشراط الساعة قال:(ومنها أن تلد الأمة ربها وربتها) أي: مولاها ومولاتها، وهي الأمة تلد للرجل فيكون ابنها وابنتها موليين لها، لأنهما فيلا الحسب والنسب كأبيهما، أراد أن السبي يكثر، والنعمة تفشو وتظهر في الناس.
ويقال لكل من قام بإتمام شيء وإصلاحه: قد ربه يربه فهو رب له، ومنه سمي الربانيون؛ لقيامهم بالكتب.
وقال ابن عرفة: قال أحمد بن يحيى: إنما قيل للعلماء ربانيون، لأنهم يربون العلم، أي: يقومون به.
[٥/ أ] ومنه الحديث: (ألك عليك نعمة/ تربها).
قال: وسمي ابن امرأة الرجل ربيبًا، لأنه يقوم بأمره ويملك عليه تدبيره، والله رب الأرباب، يملك المالك والمملوك، وهو خالق ذلك ورازقه، وكل رب سواه غير خالق ولا رازق، وكل مخلوق مملك بعد أن لم يكن مالكًا، ومنتزع ذلك من يده، وإنما يملك شيئًا دون شيء، وصفة الله مخالفة لهذه المعاني، فهذا الفرق بين صفة الخالق والمخلوق.
وقال الأزهري في قوله تعالى:{كونوا ربانيين} هم أرباب العلم الذين يعملون بما يعلمون، وأصله من الرب، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم، قبل كبارها، وزيدت الألف والنون للمبالغة في النسب كما يقال لحياني وجماني.