كأن وجه الكلام ساجدات لأنها لا تعقل، وإنما فعل ذلك لأنه وصفها بصفة ما يعقل ويتكلم، وهذا مثل قوله:{يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم}.
قوله تعالى:{وخروا له سجدًا} قيل: لله تبارك وتعالى وقيل: كان من سنة ذلك الزمان السجود للمعظم دل على ذلك الرؤيا التي رآها يوسف - عليه السلام - فقال:{رأيتهم لي ساجدين}.
وقوله تعالى:{ألا يسجدوا لله} ألا تنبيه ثم استأنف فقال: {سجدوا} ومعناه ألا يا هؤلاء اسجدوا، يضمر فيه هؤلاء ويكتفى بيا قال ذو الرمة:
ألا يا سلمى، يا دارمى على البلا .... ولا زال منهلا بجرعاتك القطر
وقال الأخطل:
ألا يا سلمى يا هند هند بني بكر .... وإن كان حيانا عدى آخر الدهر