من السكينة وهى الجالة السيئة، وقال الأزهري: أصله السكون، وإنما امتدت فتحة الكاف بألف ساكنة كما قال الشاعر:
* ينباع من ذفري غضوب جسره *
والأصل: ينبع فمدت فتحة الباء بألف.
وقوله تعالى:{وضربت عليهم الذلة والمسكنة} الذلة: ذلة الجزية، والمسكنة: فقر النفس وإن كان موسرًا، وتمسكن إذا تشبه بالمساكين، الواحد مسكين وهو الذي أسكنه الفقر: أي قلل حركته، مفعل من السكون.
قوله تعالى:{أما السفينة فكانت لمساكين} / قال ابن عرفة: سماهم مساكين لذلهم وقدرة الملك عليهم، وضعفهم عن الانتصار منه.
ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - لقيلة:(صدقت المسكينة) أراد معنى الضعف، ولم يرد الفقر.
ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين) أي مخبتًا متواضعًا غير جبار ولا متكبر.
وفي بعض الروايات أنه قال لقيلة:(يا مسكينة عليك السكينة) أراد عليك الوقار، يقال: رجل وديع ساكن وقور هادئ.
في الحديث:(أنه قال للمصلي تبأس وتمكن) أي تذلل وتخضع وقال القتيبي: المسكنة: مفعلة من السكون، والقياس في فعله تسكن كما يقال تشجع إلا أنه جاء هذ الحرف تمفعل، ومثله قوله: تمدرع من المدرعة والقياس تدرع.