للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قولًا يسلمون منه، ليس فيه تعد ولا مأثم، وكانت العرب في الجاهلية يحبون أن يقول أحدهم لصاحبه أنعم صباحًا وعم صباحًا، وأبيت اللعن، ويقولون: سلام عليكم فكأنه علامة المسالمة، وأنه لا حرب هنالك ثم جاء الله بالإسلام فقصروا على السلام، وأمروا بإفشائه، وقال الأزهري: معناه نتسلم منكم سلامًا ولا نجاهلكم، وقال في قوله: {فقل سلام عليكم} السلام: اسم من أسماء الله سلم مما يلحق الخلق في الغير والآفات والسلام السلامة، وهو التخلص من الآفات، ويقال: سلم سلامًا وسلامة كاللذاذ واللذاذة، ومنه قيل للجنة دار السلام كأنها دار السلامة من الموت والهرم والأسقام، وغير ذلك.

ومنه قوله: {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا} أي سلمني الله من الآفات حيًا وميتًا.

وقوله: {قالوا سلامًا} أي سلموا سلامًا قال: سلام أي أمري سلام، ولا أريد غير السلامة./

قوله تعالى: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم} لم يرد به التحية، وإنما المعنى أعرضوا عنه وقالوا سلام عليكم أي بيننا وبينكم المتاركة والتسليم.

ومنه قوله: {وقل سلام فسوف يعلمون}.

وقوله: {لا يسمعون فيها لغوًا إلا سلامًا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>