لمعان شتى منها ما يجئ للتعظيم، وهو معنى الحديث وكذلك قول الأنصاري:(أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرحب) ومنه الحديث: (أتتكم الدهيماء) يعني الفتنة المظلمة، فصغرها تهويلًا لها، ومنها أن يصغر الشيء في ذاته، كقولهم دويرة وحجيرة، ومنها ما يجئ للتحقير في عين المخاطب، وليس له نقص في ذاته كقولهم: هلك القوم إلا أهل بييت، وذهبت الدراهم إلا دريهمًا، ومنها ما يجئ للذم كقولك: يا فويسق، ومنها ما يجئ للعطف والشفقة كقولهم يا بني ويا أخي ومنه قول عمر رضي الله عنه:(أخاف على هذا العريب) ويقول: هو صديقي أي أخص أصدقائي، ومنها ما يجئ للمدح من ذلك قول عمر لعبد الله رضي الله عنهما (كنيف ملئ علمًا (، ومنها ما يجئ بمعنى التقريب كقولك أتيتك قبيل الصبح، وهو دوين الحائط.
وفي حديث معاوية- رحمه الله أنه أنشد:
* إذا الله سنى عقد شيء تيسرًا *
يقال: سنيت الشيء إذا فتحته، ومنه أخذت المسناة وهي ضفيرة/ تبنى للسيل ترده، سميت مسناة لأن منها مفاتح الماء، وسنى يسنه إذا استقى، وهي السانية للناضح.
وفي الحديث: (عليكم بالسنا) وهو نبات له حمل إذا يبس وحركته الريح وسمعت له زجلًا، الواحدة سناة.