الحمد لله ذي الإكرام والجلال، حمدًا كثيرًا على ممر الأزمان والأجيال، ثم الصلاة والسلام على من خصه الله بحسن الكمال، وعلى آله الذين بمحبتهم يكرم المرء بالوصال، وعلى أصحابه الذين آزروه ونصروه في كل حال، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل.
أما بعد:
فإن الله ﷾ قيد لحفظ سنة نبيه ﷺ رجال صدق وهمة عالية وحمية قوية، قاموا بدراسة حملة العلم النبوي الشربف فرحلوا ونقدوا وكشفوا ونقبوا ليميزوا بين أهل الباطل وأهل الحق، فقيدوا من أجل ذلك علمًا عُرف بعد ذلك بالجرح والتعديل، كشفوا من خلاله زيف الأحاديث ودخيلها صحيحها وضعيفها، فنصروا هذا الدين القويم، نسأل الله ﷿ أن يتغمدهم برحمته الواسعة يوم القيامة.
لذلك فإننا نضع بين يدي إخواننا كتاب "تهذيب التهذيب" في علم الجرح والتعديل، والذي يُعد أكبر موسوعة في هذا المجال، لمؤلفه الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى سائلين المولى سبحانه أن يتقبل منا عملنا المتواضع، وأن يغفر لمؤلفه ومحققه ومصححه وناشره ومالكه والناظر فيه إنه سميع الدعاء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.