للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسلمين لم أرزق السماع منهما: أبو حاتم الرازي، وأبو عبد الله محمد بن نصر، فأما أبو عبد الله فلم أر أحسن صلاة منه، ولقد بلغني أن زنبورًا قعد على جبهته، فسال الدم على وجهه ولم يتحرك. قال: وسمعت محمد بن عبد الوهاب الثقفي يقول: قال لي محمد بن نصر: أقمت بمصر كذا وكذا سنة فكان قوتي، وثيابي، وكاغذي، وحيري في السنة عشرين درهمًا. وقال ابن حيويه: ثنا عثمان بن جعفر اللبان، سمعت محمد بن نصر يقول: ركبت البحر من مصر أريد مكة، فغرقت، فذهب ما معي، وطلعت إلى جزيرة ومعي جارية لي، فعطشت، فوضعت رأسي على فخذها مستسلمًا للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز، فقال لي: هاه. فأخذت، وشربت، وسقيت الجارية، ثم مضى، فما أدري من أين جاء ولا أين ذهب. وقال الخطيب (١): صنف الكتب الكثيرة، ورحل إلى الأمصار في طلب العلم، وكان من أعلم الناس باختلاف الصحابة، ومن بعدهم في الأحكام، واتفقوا على أنه مات سنة أربع وتسعين ومائتين. وقال ابن حبان (٢) في الثقات: كان أحد الأئمة في الدنيا ممن جمع وصنف، وكان من أعلم أهل زمانه بالاختلاف، وأكثرهم صيانة في العلم، وكان مولده سنة مائتين قبل وفاة الشافعي بأربع سنين كذا قال. ذكرته للتمييز بينه وبين الفراء فإنه قريب. من طبقته والمروزي أكثر علمًا وأشهر ذكرًا.

٧٤٩٣ - محمد بن النضر بن سلمة بن الجارود بن يزيد العامري أبو بكر الجارودي النيسابوري الحافظ.

روى عن: إسماعيل بن موسى الفزاري، وعمرو بن علي الصيرفي، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعمرو بن زرارة الكلابي، وإسحاق بن راهويه، وحميد بن مسعدة، وجماعة.

روى عنه: النسائي، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، وابن أبي حاتم (٣)، وأحمد بن محمد الجيزي، والمؤمل بن الحسن، وغيرهم.

قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالري وهو صدوق من الحفاظ، وقال الحاكم: كان شيخ وقته وعين علماء عصره كمالًا ومروة ورياسة، وكانت رحلته مع مسلم وكان مسلم يحتج بذلك ويعتمده في جميع أسبابه. قال الحاكم: وحدثني أبو زكرياء العنبري قال: توفي الجارودي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ومائتين. قلت: وقال أبو حامد بن الشرقي: حدث محمد بن يحيى الذهلي بحديث فرد عليه الجارودي فزبره فلما كان المجلس الثاني قال الذهلي: أها هنا الجارودي؟ الصواب ما قال. قال أبو حامد: كان الجارودي ثبتًا عند محمد بن يحيى. وقال الحاكم: كان من المتعصبين الذابين عن أهل نحلته وله في ذلك أخبار مدونة يعني: في مذهب أهل الرأي.

٧٤٩٤ - خ: محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري أخو أحمد وكان سماعهما واحدًا.

روى: البخاري حدثنا محمد بن نضر غير منسوب عن عبيد الله بن معاذ فقيل: هو هذا.

وقال ابن عدي في رجال البخاري: محمد بن النضر يشبه أن يكون من رجال الحجاز. قلت: وقال ابن مندة: مجهول.


(١) تاريخ: ٣/ ٣٢٧.
(٢) الثقات: ٧/ ٤٣٥.
(٣) الجرح: ٨/ ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>