للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألف حديث فقيل لأبي علي: كيف كان يتمكن من هذا؟ قال: كانت أجزاؤه صغارًا بخط دقيق في كل جزء ألف حديث معدودة، وكان يحمل معه مائة جزء وصار هذا كالمشهور من شأنه. قال أبو الحسين الحجاجي: كان محمد بن المسيب ميسرًا فإذا قال: قال رسول الله بكى حتى نرحمه. وقال الحاكم: سمعت محمد بن علي الكلابي يقول: بكى محمد بن المسيب حتى عمي. وقال محمد ابن المسيب: سمعت الحسن بن عرفة يقول: رأيت يزيد بن هارون بواسط من أحسن الناس عينين ثم رأيته بعين واحدة ثم رأيته أعمى فقلت: يا أبا خالد ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأسحار. قال أبو إسحاق: فكان ذلك مثلًا لمحمد بن المسيب فكأنه بكى حتى عمي. قال الحاكم في تاريخه: مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة. روينا في الكنجروديات وهي فوائد أبي سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أحمد ابن محمد بن بابويه، ثنا محمد بن المسيب، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو أسامة، ثنا يزيد بن عبد الله فذكر الحديث الذي قال مسلم في صحيحه في كتاب فضائل النبي ، وحدثت عن أبي أسامة وممن سمع منه هذا (١) إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو أسامة، حدثني يزيد هو ابن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي : "أن الله تعالى إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطًا وسلفًا بين يديها، وإذا أراد هلاك أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو حي ينظر فأقر عينه بهلاكهم حين كذبوه وعصوا أمره"، هكذا أخرجه مسلم ولم يصرح بأن إبراهيم بن سعيد حدثه به لكن ذكر أبو عوانة عن مسلم أنه قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد وصرح بتحديثه إياه، وقد جزم الحاكم أن مسلمًا أخرجه عن إبراهيم بن سعيد بلا سماع. وقال أبو نعيم في المستخرج بعد تخريجه عن الحسين بن محمد الزبيري: ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو أسامة حدثني يزيد بن عبد الله، ورواه أيضًا عن ابن المقري عن أبي يعلى، وأبي عروبة، ومحمد بن علي بن حرب ثلاثتهم عن إبراهيم بن سعيد، فإن كان مسلم سمعه من الجوهري فذاك وإلّا فقد قيل: إن مسلمًا إنما سمعه من محمد بن المسيب عن إبراهيم بن سعيد الجوهري فإن يكن كذلك فقد دخل في رواية الأكابر عن الأصاغر فإن الأرغياني أصغر من طبقة مسلم، وإن كان شاركه في كثير من شيوخه والله تعالى أعلم. قال ابن بابويه: سمعت محمد بن المسيب يقول: كتب عني محمد بن إسحاق بن خزيمة، وقال: تفرد به إبراهيم بن سعيد. قلت: وأخرجه الحاكم في التاريخ فقال: حدثنا محمد ابن يعقوب الحافظ إملاء ثنا أبو عبد الله محمد بن المسيب وسأله أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فقال: حدثنا إبراهيم بن سعيد فذكره. قاب ابن الأخرم: ولم أسمع من أبي عبد الله، وأما دعوى تفرد إبراهيم به فمردودة. فقد ذكر الحاكم، وابن عقدة، وجماعة من أهل نيسابور أن الأرغياني تفرد به وليس كذلك. فقد حدثونا عن عبدان الأهوازي، وإبراهيم بن بسطام وغيرهما عن إبراهيم.

٧٤٣٤ - ت ق: محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني (٢) أبو عبد الله وقيل: أبو الحسن نزيل بغداد.


(١) وممن روى ذلك عنه - صحيح مسلم.
(٢) القرقساني بضم القافين بينهما راء ساكنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>