[مصدر رزقه]
وَرِثَ ابْنُ حَجَرٍ عَنْ أَبِيهِ وأُمهِ مَالًا وَفِيرَا، فَعاشَ دُونَ أَنْ يَحْتاجُ إِلى مُسَاعدةِ أَحدٍ وَقَدْ حَصلَ عَلَى رَوَاتِبٍ مُجزيةٍ مِنْ المَنَاصِبِ العُلْيَا التِي تَسلمَهَا فَأَنْفَقَ هذِهِ الرَوَاتِبَ عَلَى الخَيْرِ.
[صفاته وتواضعه]
كَانَ ابْنُ حَجَرٍ ذَا أَخْلاقٍ رَفِيعةٍ وعِلْمِ بَاهرٍ نَادرٍ، وجَمَالِ زَاهرٍ، وكَرَمِ بَاهِرٍ، وكَانَ ابْنُ حَجَرٍ صُبَيْحَ الوَجهِ، قَوِيُّ البُنْيَةِ، عَالِي الهِمةِ، وفيُّ الهَامَةِ، فَصِيحَ اللِّسانِ، شَجِيُّ الصّوتِ، جَيْدُ الذَكاءِ، عَظيمَ الحَذقِ، روايةً للشّعرِ وأَيامِ مَنْ تَقدمُهُ وعَاصَرهُ.
وَكَانَ ابْنُ حَجَرٍ مُتواضِعَا لِعَامَةِ الناسِ، ومِنْ جَميلِ تَواضُعِهِ إِجْلالُهُ لِأَصْحَاب الفَضل والعُلَمَاءِ.
كرمُهُ:
وكَانَ ابْنُ حَجَرٍ كَريمًا جَوَادًا كثيرَ البِرِ مُواظِبًا عَلَى الصدَقَاتِ، وخُصُوصًا في رَمضانَ والأَضْحَى والفِطرِ وكَانَ عَطاءُهُ يَشملُ الفُقَراءَ مِنَ الجِيرَانِ والعَامةِ والمَحَابِيسِ وغَيرَهُمُ مِنَ المُحتَاجِينَ.
رحلتُه في طلبِ العلمِ:
ابْتَدَأَ الطَلبُ عِندَ إِمَامِنَا سَنَةَ (٨٧٥ هـ)، وَهُوَ فِي الثَانيةِ عَشْرَةٍ مِنْ عُمْرِهِ حَيثُ سَافَرَ إِلَى مَكةَ وهُوَ صَغيرُ السِنِ، وسَمِعَ على بَعضِ مَشَايخَهَا، ثُمَّ سَافَرَ إِلَى مِصرَ وأَخَذَ فِقهَ الحَديثِ، وسَمِعَ الحَديثَ مِنْ بَعضِ المَشايخِ وحَفظَ فِيهَا الكَثِيرَ مِنْ الكُتبِ، ثُمَّ عَادَ إِلى مَكةَ حَيثُ قَرأَ القُرآنَ تَجويدًا على بَعضِ الفُقَهاءِ، ثُمَّ رَحَلَ فِي سِنِ العِشْرِينَ إِلَى قَوصٍ وغَيرِهَا مِنْ بِلادِ الصَعِيدِ المصري، وسَمِعَ شَيئًا مِنَ التَوحِيدِ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى الإِسكَندَرِيةِ وسَمِعَ الحَديثَ عَنْ آخرِ مَنْ يَروِي الحَدِيثَ بِالسَّمَاعِ المَتصِلِ، وسَمِعَ العَديدَ مِنَ الأَشْيَاءِ مِنْ مَشَايخ تِلكَ المَدِينةِ، وبَعدَ ذلِكَ سَافَرَ ابْنُ حَجَرٍ إِلى اليَمَنِ، وعِنْدَ عَوْدتِهِ مِنْ حُجَةِ الإِسلامِ إِلَى بَلَدِهِ، وأَخَذَ الكَثيرَ مِنْ العِلمِ فِي مِصرَ عِندَ عَوْدتِهِ مِنْ أَبرزِ مَشَايِخِهَا، وسَافَرَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute