للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن سليم الصدائي (١) الأكفاني البغدادي.

روى عن: أبيه، وحسين بن علي الجعفي، ووكيع، والوليد بن القاسم، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وعبد الله بن نمير، وعلي بن عاصم، وأبي عاصم وغيرهم.

وعنه: الترمذي، والنسائي في اليوم والليلة، وابن خراش. وقال: عدل ثقة. قال: وكان حجاج بن الشاعر يمدحه، ويقول: هو من الأبدال، وابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد، والمنجنيقي، وعبدان الأهوازي، وابنه علي بن الحسين، وابن جرير الطبري، والباغندي، وابن صاعد وغيرهم. قال أبو القاسم البغوي: توفي سنة (٢٤٦). قال ابن حبان (٢) في الثقات: مات سنة (٤٨). قلت:

١٥٨٠ - تمييز: الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي (٣) الفقيه البغدادي تفقه ببغداد سمع الحديث الكثير، وصحب الشافعي، وحمل عنه العلم، وهو معدود في كبار أصحابه.

روى عن: معن بن عيسى، وشبابة بن سوار، وإسحاق بن يوسف الأزرق وطبقتهم.

وعنه: الحسن بن سفيان، ومحمد بن علي بن المديني فستقه، وعبيد بن محمد البزار وغيرهم. قال الخطيب (٤): يعز وجود حديثه جدًّا؛ لأن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ، وكان هو أيضًا يتكلم في أحمد، فتجنب الناس الأخذ عنه، ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد لعنه. وقال: ما أحوجه أن يضرب. قال الخطيب: وكان فهمًا عالمًا فقيهًا، وله تصانيف كثيرة في الفقه وفي الأصول، تدل على حسن فهمه، وغزارة علمه. قال: وأخبرنا أحمد بن سليمان بن علي المقري: أنا أحمد بن محمد بن أحمد الهروي يعني: الماليني أنا عبد الله بن عدي الحافظ: سمعت محمد بن عبد الله الشافعي، وهو الفقيه الصيرفي صاحب الأصول يخاطب المتعلمين لمذهب الشافعي، ويقول لهم: اعتبروا بهذين: حسين الكرابيسي، وأبي ثور. فالحسين في حفظه وعلمه، وأبو ثور لا يعشره في علمه، فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب اللفظ فسقط، وأثنى على أبي ثور في ملازمته للسنة، فارتفع. وقال أبو عمر بن عبد البر: كان عالمًا مصنفًا متقنًا، وكانت فتوى السلطان تدور عليه، وكان نظارًا جدليًا، وكان فيه كبر عظيم، وكان يذهب مذهب أهل العراق إلى أن قدم الشافعي فجالسه، وسمع كتبه، فانتقل إلى مذهبه، وعظمت حرمته، وله أوضاع ومصنفات كثيرة نحو مائتي جزء، وكانت بينه وبين أحمد صداقة وكيدة، فلما خالفه في القرآن عادت تلك الصداقة عداوة، وكان كل منهما يطعن على صاحبه، وهجر الحنابلة حسينًا الكرابيسي، وتابعه على نحلته داود بن علي الأصبهاني، وعبد الله بن سعيد بن كلاب وغيرهما. وقال الطبراني: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فقال: هذا كلام الجهمية، قلت لأبي: إن الكرابيسي يفعل هذا، فقال: كذب هتكه الله. قال: وسألته عن حسين الكرابيسي هل رأيته يطلب الحديث؟ فقال: لا. فقلت: هل رأيته عند الشافعي ببغداد؟ قال: لا. قال: وسألت أبا ثور، عن الكرابيسي، فتكلم فيه بكلام


(١) بضم صاد وخفة دال مهملة فألف فهمزة نسبة إلى صداء اسمه الحارث بن صعب كذا في المغني (والأكفاني) بالفتح نسبة إلى بيع الأكفان كذا في لب اللباب.
(٢) الثقات: ٨/ ١٨٨.
(٣) الكرابيسي نسبة إلى بيع الكرابيس وهي الثياب.
(٤) التاريخ: ٨/ ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>