للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حبان (١) في الثقات: بايع النبي إلّا أن ابن أنعم في إسناد خبره وقال ابن السكن في إسناده نظر. قلت: ولحديثه طريق أخرى من رواية المبارك بن فضالة، عن عبد الغفار بن ميسرة، عن الصدائي ولم يسمه فذكر طرفًا من حديثه وروى الباوردي في كتاب الصحابة من طريق محمد بن عيسى بن جابر الرشيدي قال: وجدت في كتاب أبي، عن عبد الله بن سليمان، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن زياد الصدائي فذكر طرفًا من حديثه وقال ابن يونس: هو رجل معروف من أهل مصر وحديثه يشبه حديث ابن حبان بن بح. قلت: وزعم الصوري أنه حبان بن بح وفيه نظر.

٢٤١٥ - د: زياد بن حدير (٢) الأسدي أبو المغيرة، ويقال: أبو عبد الرحمن.

روى عن: عمر، وعلي، وابن مسعود، والعلاء بن الحضرمي .

وعنه: إبراهيم بن مهاجر، وأبو صخرة جامع بن شداد، والشعبي، وأبو حصين، ويزيد بن أبي


= بعض أسفاره فنزل رسول الله منزلًا فأتاه أهل ذلك المنزل يكون عاملهم ويقولون أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية فقال نبي الله : "أو فعل" فقالوا: نعم فالتفت النبي إلى أصحابه "وأنا فيهم" فقال: "لا خير في الإمارة لرجل مؤمن" قال الصدائي: فدخل قوله في نفسي ثم أتاه آخر فقال: يا نبي الله أعطني فقال نبي الله : "من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن" فقال السائل: فأعطني من الصدقة فقال له رسول الله : "إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك أو أعطيناك حقك". قال الصدائي: فدخل ذلك في نفسي إني سألته من الصدقات وأنا كني ثم إن رسول الله اعتشى من أول الليل فلزمته وكنت قويًا وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري فلما كان أوان أذان الصبح أمرني فأذنت فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله فجعل رسول الله ينظر ناحية المشرق إلى الفجر فيقول لا حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله فتبرز ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه فقال: "هل من ماء يا أخا صداء"، فقلت لا إلا شيء قليل لا يكفيك فقال النبي : "اجعله في إناء، ثم ائتني به" ففعلت فوضع كفه في الماء قال الصدائي: فرأيت بين كل اصبعين من أصابعه عينًا تفور فقال رسول الله : "لولا أني أستحي من ربي لسقينا واستقينا ناد في أصحابي من له حاجة في الماء" فناديت فيهم فأخذ من أراد منهم ثم قام رسول الله فأراد بلال أن يقيم فقال رسول الله : "إن أخا صداء أذن ومن أذن فهو يقيم". قال الصدائي: فأقمت الصلاة فلما قضى رسول الله الصلاة أتيته بالكتابين فقلت: يا رسول الله اعفني من هذين فقال نبي الله : "ما بدا لك" فقلت: سمعتك يا نبي الله تقول لا خير في الإمارة لرجل مؤمن وأنا أؤمن بالله ورسوله وسمعتك تقول للسائل من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن. وسألتك وأنا غني فقال النبي : "هو ذاك فإن شئت فاقبل وإن شئت فدع" فقلت أدع فقال لي رسول الله : "فدلني على رجل أؤمره عليكم" فدللته على رجل من الوفد الذين قدموا عليه فأمره عليهم ثم قلنا يا نبي الله إن لنا بئرًا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا وإذا كان الصيف قل ماؤها تفرقنا على مياه حولنا وقد أسلمنا وكل من حولنا عدو لنا فادع الله لنا في بئرنا إن يسعنا ماؤها فنجتمع عليها ولا نتفرق فدعا بسبع حصيات فعركهن في يده ودعا فيهن ثم قال: "اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتتم البئر فألقوها واحدة واحدة واذكروا اسم الله" قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها يعني البئر. روى أبو داود قصة الصدقة منه عن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن عبد الله بن عمر بن غانم وكذلك قصة الأذان والإقامة ورواها الترمذي عن هناد بن السري عن عبدة بن السليمان ويعلى بن عبيد ورواها ابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يعلى بن عبيد كلهم، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
(١) الثقات: ٣/ ١٤١.
(٢) في الخلاصة (حدير) بمهملات مصغرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>