للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المستغفري: مات في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين. قلت: وقال الخليلي: ثقة متفق عليه، وأما أبو محمد بن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع فقال في كتاب الفرائض من الاتصال محمد بن عيسى بن سورة مجهول ولا يقولن قائل: لعله ما عرف الترمذي ولا اطلع على حفظه ولا على تصانيفه فإن هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خلق من المشهورين من الثقات الحفاظ كأبي القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبي العباس الأصم، وغيرهم، والعجب أن الحافظ بن الفرضي ذكره في كتابه المؤتلف والمختلف ونبه على قدره فكيف فات ابن حزم الوقوف عليه فيه؟ وقال الإدريسي: كان الترمذي أحد الائمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث صنف الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن كان يضرب به المثل في الحفظ. قال الإدريسي: فسمعت أبا بكر بن أحمد بن محمد بن الحارث المروزي الفقيه يقول: سمعت أحمد بن عبد الله بن داود يقول: سمعت أبا عيسى الترمذي يقول: كنت في طريق مكة وكنت قد كتبت جزئين من أحاديث شيخ فمر بنا ذلك الشيخ فسألت عنه فقالوا: فلان فرحت إليه وأنا أظن أن الجزئين معي، وإنما حملت معي في محملي جزئين غيرهما شبهما فلما ظفرت سألته السماع فأجاب وأخذ يقرأ من حفظه، ثم لمح فرأى البياض في يدي فقال: أما تستحيي مني فقصصت عليه القصة وقلت له: إني أحفظه كله فقال: اقرأ، فقرأته عليه على الولاء فقال: هل استظهرت قبل أن تجيء إلي؟ قلت: لا ثم قلت له: حدثني بغيره فقرأ علي أربعين حديثًا من غرائب حديثه ثم قال: هات فقرأت عليه من أوله إلى آخره فقال: ما رأيت مثلك. وقال منصور الخالدي: قال أبو عيسى: صنفت هذا الكتاب، يعني: المسند الصحيح، فعرضته على علماء الحجاز، والعراق، وخراسان فرضوا به. وقال المؤتمن الساجي: رأيت في نسخة عتيقة زاد أبو عيسى: في يوم الأضحى من سنة سبعين ومائتين، ولأبي عيسى كتاب الزهد مفرد لم يقع لنا وكتاب الأسماء والكنى. وقال يوسف بن أحمد البغدادي الحافظ: أضر أبو عيسى في آخر عمره. قلت: وهذا مع الحكاية المتقدمة عن الترمذي يرد على من زعم أنه ولد أكمه، والله تعالى أعلم. وقال الحاكم أبو أحمد: سمعت عمران بن علان (١) يقول: مات محمد بن إسماعيل البخاري ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والورع بكى حتى عمي. وقال أبو الفضل البيلماني: سمعت نصر بن محمد الشيركوهي يقول: سمعت محمد بن عيسى الترمذي يقول: قال لي محمد بن إسماعيل: ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت بي.

٧٣٣١ - كن: محمد بن عيسى بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي أبو علي البصري البزاز ابن أخي يعقوب بن شيبة الحافظ.

روى عن: سعيد بن يحيى بن سعيد الأمري، ومحمد بن أبي معشر المدني، وإبراهيم بن الصباح، وأبي سعيد الأشج، وأبي هشام الرفاعي.

روى عنه: النسائي في حديث مالك، وأبو يوسف يعقوب بن المبارك، وأبو القاسم الطبراني. قال ابن يونس: توفي بمصر يوم السبت لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة.

وروى النسائي في الكنى عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري والظاهر أنه هذا، وروى أبو جعفر العقيلي عن محمد بن عيسى،


(١) عمر بن محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>