للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيها وعن بعض كتابه في الأموال من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده والأحاديث التي فيها خطأ أتي فيها من أبى عبيدة معمر بن المثنى وقال الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل: عرضت كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي فاستحسنه وقال جزاه الله خيرًا وقال أحمد بن كامل القاضي: كان أبو عبيد فاضلًا في دينه وفي علمه مقدمًا في أصناف من علوم الإسلام حسن الرواية صحيح النقل لا أعلم أحدًا من الناس طعن فيه وقال أحمد بن يوسف التغلبي: لما عمل أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرض على عبد الله بن طاهر فاستحسنه وقال: إن عقلًا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش فأجرى له في كل شهر مالًا. وقال هلال بن العلاء الرقي: من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم بالشافعي تفقه في الحديث وبأحمد ثبت في المحنة وبابن معين نفى الكذب عن الحديث وبأبي عبيد فسر الغريب. وقال عبد لله بن جعفر بن درستويه: كان أبو عبيد ذا دين وفضل وستر ومذهب حسن روى الناس من كتبه المصنفة في القرآن والفقه والغريب والأمثال وغير ذلك بضعًا وعشرين كتابًا وكتبه مستحسنة مطلوبة في كل بلد وقد سبق إلى جميع مصنفاته ثم ذكر من سبقه إلى مصنفاته وأن أبا عبيد أخذ كتبهم فهذبها ورتبها وزاد فيها. وقال أبو بكر الأنباري: كان أبو عبيد يقسم الليل أثلاثًا فينام ثلثه ويصلي ثلثه ويصنف ثلثه ومناقبه وفضائله كثيرة جدًّا ذكره البخاري في جزء القراءة خلف الإمام وحكى عنه في كتاب الأدب وفي كتاب أفعال العباد وذكره أبو داود في تفسير أسنان الإبل من كتاب الزكاة ورثاه عبد الله بن طاهر لما بلغه موته. قلت: وقد وجدت له رواية في الصحيح والموضع الذي حكاه عنه في الأدب قوله عقب قول ابن الحنفية ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ (١) قال: هي مسجلة للبر والفاجر قال أبو عبيد مسجلة مرسلة وذكره الترمذي في الجامع في غير موضع منها في القراءات قال وقرأ أبو عبيد ﴿وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ﴾ يعني: بضم النون ووقع في الصحيح في أحاديث الأنبياء قال أبو عبيد: كلمته كن فكان فهذا رأيته من كلام أبي عبيدة معمر بن المثنى أيضًا وفي الصحيح أيضًا في الزكاة وقال أبو عبيد: كل بستان عليه حائط فهو حديقة وفي كتاب الرقاق من الصحيح قال الفربري قال أبو جعفر يعني: وراق البخاري سألت البخاري فقال: سمعت أحمد بن عاصم يقول: سمعت أبا عبيد يقول: قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما: جذر قلوب الرجال الجذر الأصل من كل شيء وقال أبو حاتم الرازي (٢): لم أر أهل الحديث عنده فلم أكتب عنه وهو صدوق وقال ابن حبان (٣) في الثقات كان أحد أئمة الدنيا صاحب حديث وفقه ودين وورع ومعرفة بالأدب وأيام الناس جمع وصنف واختار وذب عن الحديث ونصره وقمع من خالفه وقال الأزهري في كتاب التهذيب: كان أبو عبيد دينً فاضلًا عالمًا فقيهًا صاحب سنة وقال ثعلب كان عاقلًا لو حضره الناس يتعلمون من سمته وهديه لاحتاجوا.

٦٤٣٠ - تمييز: القاسم بن سلام بن مسكين (٤) الأزدي أبو محمد البصري.

روى عن: أبيه، وعبد العزيز بن مسلم، وحماد بن زيد، وعبد القاهر بن السري، وهشام بن سليمان المجاشعي، وعفيف بن سالم.


(١) سورة: الرحمن، الآية: ٦٠.
(٢) الجرح: ٧/ ١١٠.
(٣) الثقات: ٩/ ١٧.
(٤) مسكين بكسر وكاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>