للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جرير نفسه، فإني ما أسلمت إلا بعد نزول سورة المائدة. وقال البغوي: أسلم سنة (١٠) في رمضان، وكذا قال ابن حبان (١)، وجزم ابن عبد البر (٢): أنه أسلم قبل وفاة النبي بأربعين يومًا، وهذا لا يصح لما ثبت في الصحيحين: أن النبي قال له: استنصت الناس في حجة الوداع، وأما ما رواه الطبراني قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ، ثنا محمد بن مقاتل المروزي، ثنا حصين بن عمر الأحمسي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير قال: لما بعث النبي أتيته، فقال لي: ما جاء بك. قلت: لأسلم، فألقى إلي كساءه، وقال: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه". قال سليمان: لم يروه عن ابن أبي خالد إلا الأحمسي. قلت: وهو ضعيف ستأتي ترجمته، فهذا الحديث منكر، وعلى تقدير صحته لا تلزم الفورية في جواب لما، وكذا ما رواه ابن قانع في معجمه من حديث شريك، عن أبي إسحاق، عن جرير، عن النبي . قال: "إن أخاكم النجاشي هلك، فاستغفروا الله له". ففي إسناده مقال، وعلى تقدير صحته يحتمل أن جريرًا أرسله، وكذا ما رواه أبو جعفر الطبري من حديث محمد بن إبراهيم، عن جرير. قال: بعثني النبي في أثر العرنيين، وهو أيضًا لا يصح؛ لأنه من رواية موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف جدًّا.

١٠٧٨ - ع: جرير بن عبد الحميد بن قرط (٣) الضبي أبو عبد الله الرازي القاضي ولد بقرية من قرى أصبهان، ونشأ بالكوفة ونزل الري.

روى عن: عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق الشيباني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، والأعمش، وعاصم الأحول، وسهيل بن أبي صالح، وعبد العزيز بن رفيع، وعمارة بن القعقاع، وإسماعيل بن أبي خالد، ومنصور بن المعتمر، ومغيرة بن مقسم، ويزيد بن أبي زياد، وأبي حيان التيمي، وعطاء بن السائب وخلق كثير.

وعنه: إسحاق بن راهويه، وابنا أبي شيبة، وقتيبة، وعبدان المروزي، وأبو خيثمة، ومحمد بن قدامة بن أعين المصيصي، ومحمد بن قدامة الطوسي، ومحمد بن قدامة بن إسماعيل السلمي النجاري، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، ويحيى بن يحيى، ويوسف بن موسى القطان، وأبو الربيع الزهراني، وعلي بن حجر وجماعة.

كان ثقة يرحل إليه. وقال ابن عمار: الموصلي حجة كانت كتبه صحاحًا، وقال محمد بن عمرو زنيج: سمعت جريرًا، قال: رأيت ابن أبي نجيح، وجابرًا الجعفي، وابن جريج، فلم أكتب عن واحد منهم، فقيل له: ضيعت يا أبا عبد اللّه، فقال: لا، أما جابر فكان يؤمن بالرجعة، وأما ابن أبي نجيح فكان يرى القدر، وأما ابن جريج فكان يرى المتعة. وقيل لسليمان بن حرب: أين كتبت عن جرير؟ فقال: بمكة أنا وعبد الرحمن يعني: ابن مهدي، وشاذان. وقال علي بن المديني: كان جرير صاحب ليل. وقال أبو خيثمة: لم يكن يدلس. وقال يعقوب بن شيبة، عن عبد الرحمن بن محمد، عن سليمان الشاذكوني (٤): حدثنا عن مغيرة، عن إبراهيم في طلاق الأخرس، ثم حدثنا به، عن سفيان، عن مغيرة، ثم وجدته على ظهر


(١) الثقات: ٣/ ٥٤.
(٢) الاستيعاب: ١/ ٥٣٦.
(٣) بضم القاف وسكون الراء بعدها طاء مهملة تقريب وفي المغني الضبي بفتح ضاد وشدة موحدة نسبة إلى ضبة بن أد.
(٤) الشاذكوني بفتح المعجمة وضم الكاف نسبة إلى شاذكونة وهي المضربات الكبار لبيعها ذكره صاحب لب اللباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>