للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة سبعين. قلت: اختصر المؤلف ترجمته إلا في ذكر مشائخه والرواة عنه، وذلك لشهرة فضائله ومناقبه ولا بأس أن نلمح بشيء منها صحح ابن عبد البر ما قاله أهل السير أنه كان له عند موت النبي (١٣) سنة وقال ابن مسعود: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا أحد. وروى ابن أبي خيثمة بسند فيه جابر الجعفي أن ابن عمر كان يقول: ابن عباس أعلم أمة محمد بما أنزل على محمد. وروى ابن سعد بسند صحيح أن أبا هريرة قال لما مات زيد بن ثابت: مات اليوم حبر الأمة ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفًا. وقال ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه: ما رأيت مثل ابن عباس قط. وقال يزيد بن الأصم: خرج معاوية حاجًا، وخرج ابن عباس حاجًا، فكان لمعاوية موكب ولابن عباس ممن يطلب العلم موكب. وقال عائشة: هو أعلم الناس بالحج. وروى الزبير بن بكار في كتاب الأنساب بسند له فيه ضعف عن ابن عمر قال: كان عمر يدعو ابن عباس ويقربه (١) ويقول: "إني رأيت رسول الله دعاك يومًا فمسح رأسك وتفل في فيك وقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل". وروى أحمد هذا المتن بسند لا بأس به من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به وبعضه في الصحيح ورواه الطبراني بمعناه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس نحوه. وعند أبي نعيم بسند له عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس قال: انتهيت إلى رسول الله وعنده جبريل فقال له جبريل: إنه كائن حبر هذه الأمة فاستوص به خيرًا.

فائدة: روي عن غندر: أن ابن عباس لم يسمع من النبي إلا تسعة أحاديث وعن يحيى القطان عشرة وقال الغزالي في المستصفى: أربعة وفيه نظر ففي الصحيحين عن ابن عباس مما صرح فيه بسماعه من النبي أكثر من عشرة وفيهما مما يشهد فعله نحو ذلك وفيهما مما له حكم الصريح نحو ذلك فضلًا عما ليس في الصحيحين.

من اسم أبيه: عبد الله كاسمه

٣٩٥٤ - ت: عبد الله بن عبد الله بن الأسود الحارثي أبو عبد الرحمن الكوفي.

روى عن: عبد الملك بن جريج، وحصين بن عبد الرحمن، ومجالد، وعثمان بن الأسود، وأبي خلدة.

وعنه: محمد بن بشر العبدي، وأبو سعيد الأشج. قال ابن معين: لا أعرفه. وقال أبو حاتم (٢): شيخ كوفي محله الصدق. له في الترمذي حديث واحد في المناقب (٣). قلت: وقال الترمذي: ليس هو عند أهل الحديث بذلك القوي وحكى ابن خلفون عن ابن نمير أنه كان على شرطة الكوفة، وقال العجلي (٤): كوفي لا بأس به يكتب حديثه كان يلي للسلطان. وأما قول المصنف إنه روى عن حصين بن عبد الرحمن السلمي فليس بجيد لأنه لم يرو إلا عن حصين بن عمر الأحمسي.

٣٩٥٥ - م: عبد الله بن عبد الله بن الأصم العامري أبو سليمان ويقال: أبو العنبس وكان أكبر من أخيه عبيد الله رأى الحسن والحسين.


(١) ويفوقه.
(٢) الجرح: ٥/ ٩٣.
(٣) وهو "من غش العرب لم يدخل في شفاعتي".
(٤) الثقات: ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>