للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن الجنيد (١) عن ابن معين: كان كيِّسًا متثبتًا ثقة، وكان عالمًا صحيح الحديث، وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفًا وإحدى وعشرين ألفًا. وقال إسماعيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك، ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها فيه. وقال علي بن الحسن بن شقيق: بلغا أنه قال للفضيل بن عياض: لولا أنت وأصحابك ما اتجرت قال: وكان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة ألف درهم، ومناقبه وفضائله كثيرة جدًّا. وقال أحمد بن حنبل وغير واحد: ولد سنة ثمان عشرة ومائة وقال ابن سعد (٢): مات بهيت منصرفًا من الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة وله ثلاث وستون سنة. طلب العلم وروى رواية كثيرة وصنف كتبًا كثيرة في أبواب العلم وكان ثقة مأمونًا حجة كثير الحديث. قلت: وقال الحاكم: هو إمام عصره في الآفاق وأولاهم بذلك علمًا وزهدًا وشجاعة وسخاء، وقد: روى عن: أبيه عن عطاء في البيوع. وقيل لابن مجن: أيما أثبت عبد الله بن المبارك أو عبد الرزاق؟ فقال: كان عبد الله خيرًا من عبد الرزاق ومن أهل قريته عبد الله سيد من سادات المسلمين، وقال ابن جريج: ما رأيت عراقيًا أفصح منه. وقال أبو رهب: مر عبد الله برجل أعمى فقال: أسألك أن تدعو لي فدعا، فرد الله عليه بصره وأنا أنظر. وقال الحسن بن عيسى: كان مجاب الدعوة. وقال العجلي (٣): ثقة ثبت في الحديث رجل صالح، وكان جامعًا للعلم. وقال ابن حبان (٤) في الثقات: كان فيه خصال لم تجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه في الأرض كلها. وقال يحيى بن يحيى الأندلسي: كنا في مجلس مالك فاستؤذن لابن المبارك فأذن، فرأينا مالكًا تزحزح له في مجلسه، ثم أقعده بلصقه، ولم أره تزحزح لأحد في مجلسه غيره، فكان القارئ يقرأ على مالك فربما مرّ بشيء فيسأله مالك: ما عندكم في هذا، فكان عبد الله يجيبه بالخفاء، ثم قام فخرج فأعجب مالك بأدبه، ثم قال لنا: هذا ابن المبارك فقيه خراسان. وقال الخليلي في الإرشاد: ابن المبارك الإمام المتفق عليه له من الكرامات ما لا يحصى يقال: إنه من الأبدال. وقال: تبت عن ألف شيخ. وحكى الحسن بن عرفة عنه من دقيق الورع أنه استعار قلمًا من رجل بالشام وحمله إلى خراسان ناسيًا فلما وجده معه بها رجع إلى الشام حتى أعطاه لصاحبه. وقال الأسود بن سالم: إذا رأيت الرجل يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام. وقال النسائي: لا نعلم في عصر ابن المبارك أجل من ابن المبارك، ولا أعلى منه، ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه (٥).

٤١٣٨ - عبد الله بن مبشر الأموي المدني مولى أم حبيبة بنت أبي ذويب.

روى عن: زيد بن أبي عتاب المدني.

روى عنه: سفيان الثوري، وأبو نعيم ذكره البخاري (٦) بهذا، وقال ابن أبي حاتم (٧): نحوه، ونقل عن يحيى بن معين أنه قال: ثقة. ولم أره في نسختي من ثقات ابن حبان. وعلق البخاري


(١) سؤالات ابن الجنيد: ٣٩٣.
(٢) طبقات: ٧/ ٣٧٢.
(٣) الثقات: ٢٧٥.
(٤) الثقات: ٧/ ٧.
(٥) قال الخطيب حدث عنه معمر بن راشد والحسن بن داود البلخي وبين وفاتيهما مائة واثنتان وثلاثون سنة وقل مائة وثلاثون سنة وقيل مائة وتسع وعشرون سنة.
(٦) التاريخ الكبير: ٥/ ٢٠٨.
(٧) الجرح: ٥/ ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>