للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن معين: كان ضعيفًا لا يحتج بحديثه كان من شاء يقول له: حدثنا، وقال ابن خراش: كان يكتب حديثه احترقت كتبه فكان من جاء بشيء قرأه عليه حتى لو وضع أحد حديثًا وجاء به إليه قرأه عليه. قال الخطيب: فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله. وقال ابن شاهين (١): قال أحمد بن صالح: ابن لهيعة ثقة وما روي عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط. وقال مسعود عن الحاكم: لم يقصد الكذب وإنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ. وقال الجوزجاني (٢): لا يوقف على حديثه، ولا ينبغي أن يحتج به ولا يغتر بروايته، وقال ابن أبي حاتم (٣): سألت أبي وأبا زرعة عن الإفريقي وابن لهيعة أيهما أحب إليك فقالا: جميعًا ضعيفان وابن لهيعة أمره مضطرب يكتب حديثه على الاعتبار. قال عبد الرحمن: قلت لأبي: إذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك فابن لهيعة يحتج به، قال: لا، قال أبو زرعة: كان لا يضبط. وقال ابن عدي (٤): حديثه كأنه نسيان، وهو ممن يكتب حديثه. وقال محمد بن سعد (٥): كان ضعيفًا ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالًا في روايته ممن سمع منه بآخره. وقال مسلم (٦) في الكنى تركه ابن مهدي. ويحيى بن سعيد، ووكيع. وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان (٧): سبرت أخباره فرأيته يدل عن أقوام ضعفاء على أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالي ما دفع إليه قرأه سواء كان من حديثه أو لم يكن فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين، رجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه، وقال أبو جعفر الطبري في تهذيب الآثار: اختلط عقله في آخر عمره انتهى ومن أشنع ما رواه ابن لهيعة ما أخرجه الحاكم في المستدرك من طريقه عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت: مات رسول الله من ذات الجنب انتهى. وهذا مما يقطع ببطلانه لما ثبت في الصحيح أنه قال لما لدوه: لم فعلتم هذا قالوا خشينا أن يكون بك ذات الجنب فقال: ما كان الله ليسلطها علي. واسناد الحاكم إلى ابن لهيعة صحيح والآفة فيه من ابن لهيعة فكانه دخل عليه حديث في حديث.

٤١٢٩ - م قد ت س ق: عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم (٨) أبو تميم الجيشاني الرعيني المصري أصله من اليمن. ولد هو وأخوه سيف في حياة النبي وهاجر زمن عمر.

روى أبو تميم هن: عمر، وعلي، ومعاذ بن جبل، وأبي بصرة وأبي ذر الغفاريين، وقيس بن سعد بن عبادة، وعقبة بن عامر الجهني.

وعنه: عبد الله بن هبيرة، وبكر بن سوادة، وجعفر بن ربيعة، وأبو الخير مرثد بن عبد الله، وكعب بن علقمة التنوخي وغيرهم. قال عثمان الدارمي (٩) عن ابن معين: ثقة، وقال يزيد بن أبي حبيب عن مرثد: كان من أعبد أهل مصر. وذكره


(١) الثقات: ٦٠١.
(٢) أحوال الرجال: ٢٧٤.
(٣) الجرح: ٥/ ١٤٧.
(٤) الكامل: ٤/ ١٤٤.
(٥) طبقات: ٧/ ٥١٦.
(٦) الكنى: ٥١٩.
(٧) المجروحين: ٢/ ١٢.
(٨) (الأسحم) بمهملتين (والجيشاني) بجيم وياء ساكنة بعدها معجمة.
(٩) الدارمي: ٩٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>