للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديثه عن ابن لهيعة قال: فقلت له: يقولون سماع قديم وحديث فقال: ليس من هذا شيء ابن لهيعة صحيح الكتاب وإنما كان أخرج كتبه فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاء فمن ضبط كان حديثه حسنًا إلا أنه كان يحضر من لا يحسن، ولا يضبط، ولا يصحح، ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابًا، ولم ير له كتاب، وكان من أراد السماع منه استنسخ ممن كتب عنه، وجاءه فقرأ عليه فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح، ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير، وكل من روى عنه عن عطاء بن أبي رباح فإنه سمع من عطاء وروى عن رجل عن عطاء، وعن رجلين عن عطاء، وعن ثلاثة عن عطاء فتركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء. قال يعقوب: وقال لي أحمد: مذهبي في الرجال أني لا أترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصر على ترك حديثه. وقال إبراهيم بن الجنيد (١): سئل ابن معين عن رشدين فقال: ليس بشيء وابن لهيعة أمثل منه وابن لهيعة أحب إلي من رشدين قد كتبت حديث ابن لهيعة وما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات وقال: وكان ابن أبي مريم سئ الرأي فيه. وكان أبو الأسود راوية عنه، وقال يحيى بن بكير وغيره: ولد سنة ست وتسعين. وقال ابن يونس وابن سعد: سنة سبعين وقالا: ومات يوم الأحد نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين وفيها أرخه غير واحد وقال هشام بن عمار: مات سنة سبعين ولم يوافقه أحد على هذا.

روى لى: مسلم مقرونًا بعمرو بن الحارث، وروى البخاري في الفتن من صحيحه عن المقري عن حيوة وغيره عن أبي الأسود قال: قطع علي أهل المدينة بعث الحديث عن عكرمة عن ابن عباس. وروى في الاعتصام وفي تفسير سورة النساء، وفي آخر الطلاق، وفي عدة مواضع هذا مقرونًا ولا يسميه وهو ابن لهيعة لا شك فيه.

وروى النسائي أحاديث كثيرة من حديث ابن وهب، وغيره يقول فيها: عن عمرو بن الحارث، وذكر آخر وجاء كثير من ذلك في رواية غيره مبينًا أنه ابن لهيعة، وروى له الباقون. قلت: قال الحاكم: استشهد به مسلم في موضعين. وقال البخاري (٢): تركه يحيى بن سعيد. وقال ابن مهدي: لا أحمل عنه شيئًا. وقال ابن خزيمة في صحيحه. وابن لهيعة لست ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد وإنما أخرجته لأن معه جابر بن إسماعيل. وقال عبد الغني بن سعيد الأزدي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح ابن المبارك وابن وهب، والمقري. وذكر الساجي وغيره مثله، وحكى ابن عبد البر أن الذي في الموطأ عن مالك عن الثقة عنده، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده في العربان هو ابن لهيعة. ويقال: ابن وهب حدثه به عنه، وقال يحيى بن حسان: رأيت مع قوم جزأ سمعوه من ابن لهيعة فنظرت فإذا ليس هو من حديثه فجئت إليه فقال: ما أصنع يجيئوني بكتاب فيقولون هذا من حديثك فأحدثهم. وقال ابن قتيبة: كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه يعني فضعف بسبب ذلك. وحكى الساجي عن أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة من الثقات إلا أنه إذا لقن شيئًا حدَّث به. وقال ابن المديني: قال لي بشر بن السري: لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه. وقال عبد الكريم بن عبد الرحمن النسائي عن أبيه: ليس بثقة.


(١) سؤالات ابن الجنيد: ٤٥٢.
(٢) التاريخ الكبير: ٥/ ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>