للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى عن: بشر بن بكر.

وعنه: النسائي، وابن جوصاء، وأبو بكر بن أبي داود، وإبراهيم بن ميمون الصواف. قال النسائي: ثقة. وقال ابن يونس: توفي لسبع بقين من ربيع الأول سنة (٢٥٦).

[١١٨٨ - تمييز: الحارث بن أسد]

المحاسبى (١) الزاهد البغدادي أبو عبد الله. قال الخطيب (٢): كان عالمًا فهمًا، وله مصنفات في أصول الديانات، وكتب في الزهد.

روى عن: يزيد بن هارون، وغيره.

وعنه: أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأحمد بن القاسم بن نصر الفرائضي (٣) وأبو القاسم الجنيد بن محمد الصوفي، وأبو العباس بن مسروق، وإسماعيل بن إسحاق الثقفي السراج، وأبو علي بن خيران الفقيه. قال أبو نعيم: أنا الخلدي في كتابه، سمعت الجنيد يقول: مات أبو حارث المحاسبي يوم مات، وان الحارث لمحتاج إلى دانق فضة، وخلف مالًا كثيرًا، وما أخذ منه حبة واحدة. وقال: أهل ملتين لا يتوارثان، وكان أبوه واقفيأ. قال الخطيب: وللحارث كتب كثيرة في الزهد، والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة، وكتبه كثيرة الفوائد. ذكر أبو علي بن شاذان يومًا كتاب الحارث في الدماء، فقال: على هذا الكتاب عول أصحابنا في أمر الدماء التي جرت بين الصحابة. قيل: إنه مات سنة (٢٤٣). قلت: وقال أبو القاسم النصراباذي (٤) بلغني أن الحارث تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى، فلما مات لم يصل عليه إلا أربعة نفر. وقال البردعي: سئل أبو زرعة، عن المحاسبي وكتبه، فقال للسائل: إياك وهذه الكتب بدع وضلالات عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب. قيل له: في هذه الكتب عبرة، فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه عبرة، بلغكم أن مالكًا، أو الثوري، أو الأوزاعي، أو الأئمة صنفوا كتبًا في الخطرات، والوساوس وهذه الأشياء. هؤلاء قوم قد خالفوا أهل العلم، يأتونا مرة بالمحاسبي، ومرة بعبد الرحيم الديبلي (٥)، ومرة بحاتم الأصم، ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع. وروى الخطيب بسند صحيح: أن الإمام أحمد سمع كلام المحاسبي، فقال لبعض أصحابه: ما سمعت في الحقائق مثل كلام هذا الرجل، ولا أرى لك صحبتهم. قلت: إنما نهاه عن صحبتهم لعلمه بقصوره عن مقامهم، فإنه في مقام ضيق لا يسلكه كل أحد، ويخاف على من يسلكه أن لا يوفيه حقه. وقال الأستاذ أبو منصور البغدادي في الطبقة الأولى من أصحاب الشافعي: كان إمامًا في الفقه والتصوف، والحديث والكلام، وكتبه في هذه العلوم أصول من يصنف فيها، وإليه ينسب أكثر متكلمي الصفاتية، ثم قال: لو لم يكن في أصحاب الشافعي في العلوم إلا الحارث لكان


(١) المحاسبي نسب إليه الحارث بن أسد الزاهد لكثرة محابته نفسه.
(٢) التاريخ: ٨/ ٢١١.
(٣) الفرائضي نسبة إلى علم الفرائض.
(٤) النصراباذي بفتح النون والراء الموحدة وسكون الصاد المهملة آخره معجمة نسبة إلى نصر أباذ محلة بنيسابور وبالري أيضًا.
(٥) في القاموس ديبل كزبير أو أمير أو كتب موضع بالشام منه عبد الرحيم بن يحيى.

<<  <  ج: ص:  >  >>