للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض وذكر خصلة أخرى. وقال يحيى بن معين: كان جرير إذا حدث عن الأعمش قال: هذا الديباج الخسرواني، وقال شعبة: ما شفاني أحد في الحديث ما شفاني الأعمش. وقال عبد الله بن داود الخريبي: كان شعبة إذا ذكر الأعمش قال: المصحف المصحف. وقال عمرو بن علي: كان الأعمش يسمى المصحف لصدقه. وقال ابن عمار: ليس في المحدثين أثبت من الأعمش، ومنصور ثبت أيضًا إلا أن الأعمش أعرف بالمسند منه. وقال العجلي (١): كان ثقة ثبتا في الحديث. وكان محدث أهل الكوفة في زمانه ولم يكن له كتاب وكان رأسًا في القرآن عسرًا سيئ الخلق عالمًا بالفرائض. وكان لا يلحن حرفًا. وكان فيه تشيع ويقال: إن الأعمش ولد يوم قتل الحسين وذلك يوم عاشوراء سنة (٦١) وقال عيسى بن يونس: لم نر مثل الأعمش ولا رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش مع فقره، وحاجته، وقال يحيى بن سعيد القطان: كان من النساك وهو علامة الإسلام، وقال وكيع: اختلفت إليه قريبًا من سنتين ما رأيته يقضي ركعة وكان قريبًا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى. وقال الخريبي: مات يوم مات وما خلف أحدًا من الناس أعبد منه وكان صاحب سنة وقال ابن معين: ثقة وقال النسائي: ثقة ثبت وقال أبو عوانة وغيره: مات سنة (٤٧) وقال أبو نعيم: مات سليمان سنة ثمان وأربعين ومائة في ربيع الأول وهو ابن (٨٨) سنة وفيها أرخه غير واحد. قلت: وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أبا نعيم يقول: لم يرو الأعمش عن قيس بن أبي حازم شيئًا وقال ابن أبي حاتم (٢) في المراسيل: قال أحمد بن حنبل (٣): لم يسمع من شمر بن عطية قال: وقال أبي: لم يسمع من أبي:. صالح مولى أم هانئ هو مدلس عن الكلبي، وقال أبي لم يسمع من عكرمة، ولم يلق مطرفًا ولم يسمع من عبد الرحمن يعني: ابن يزيد، وقال أبو بكر البزار: لم يسمع من أبي سفيان شيئًا، وقد روى عنه نحو مائة حديث، وإنما هي صحيفة عرفت وذكره ابن حبان (٤) في ثقات التابعين، وقال: رأى أنسًا بمكة وواسط، وروى عنه شبيهًا بخمسين حديثًا، ولم يسمع منه إلا أحرفًا معدودة وكان مدلسًا أخرجناه في التابعين لأن له حفظًا ويقينًا وإن لم يصح له سماع المسند من أنس، ولد قبل مقتل الحسين بسنتين ومات سنة (١٤٥) وقال الكديمي: ثنا عبيد الله بن موسى، عن الأعمش: ما سمعت من أنس إلا حديثًا واحدًا سمعته يقول: قال رسول الله: طلب العلم فريضة على كل مسلم". قلت: والكديمي متهم وقال أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن ابن فضيل عن الأعمش قال: رأيت أنسًا بال فغسل ذكره غسلًا شديدًا ثم مسح لي خفيه وصلى بنا وحدثنا في بيته. قلت: والعطاردي مضعف وقال الدوري عن ابن معين (٥): قد رأى الأعمش أنسًا وكذا قال أبو حاتم: وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه الأعمش عن أبي صالح يعني: مولى أم هانئ: منقطع وقال يعقوب بن شيبة: في مسنده ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال سمعت هي نحو من


(١) الثقات: ٢٠٥.
(٢) المراسيل: ٨٢.
(٣) بحر الدم: ٦٩.
(٤) الثقات: ٤/ ٣٠٢.
(٥) الدوري: ٢/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>