للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خيثمة: سمعت يحيى بن معين وقيل له: قال أحمد: إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع فقال: كان عبد الرزاق والله الذي لا إله إلّا هو أغلى في ذلك منه مائة ضعف ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله. وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي هل كان عبد الرزاق يتشيع ويفرط في التشيع فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئًا. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليًا على أبي بكر وعمر، رحم الله أبا بكر، وعمر، وعثمان من لم يحبهم فما هو مؤمن. وقال: أوثق أعمالي حبي إياهم. وقال أبو الأزهر: سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه ولو لم يفضلهما ما فضلتهما كفى بي إزدراء أن أحب عليًا ثم أخالف قوله. وقال ابن عدي: ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه إلّا أنهم نسبوه إلى التشيع وقد روى أحاديث في الفضائل لم يتابع عليها فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث ولما رواه في مثالب غيرهم وأما في باب الصدق فأرجو أنه لا بأس به. قال أحمد وغيره: مولده سنة ست وعشرين ومائة. وقال البخاري (١) وغير واحد: مات سنة إحدى عشرة ومائتين. زاد ابن سعد (٢) في شوال (٣). قلت: قال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بآخره كتب عنه أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم (٤): يكتب حديثه ويحتج به. وذكره ابن حبان (٥) في الثقات: وقال: كان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه على تشيع فيه وكان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر. وقال الآجري عن أبي داود الفريابي: أحب إلينا منه وعبد الرزاق ثقة. وقال أبو داود: سمعت الحسن بن علي الحلواني يقول: سمعت عبد الرزاق وسئل أتزعم أن عليًا كان على الهدى في حروبه قال: لا، هاء الله إذا يزعم على إنها فتنة واتقلدها له هذا. قال أبو داود: وكان عبد الرزاق يعرض بمعاوية. وقال محمد بن إسماعيل الفزاري: بلغني ونحن بصنعاء أن أحمد، ويحيى تركا حديث عبد الرزاق فدخلنا غم شديد فوافيت ابن معين في الموسم فذكرت له فقال: يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه وروى عن عبد الرزاق إنه قال: حججت فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث فتعلقت بالكعبة وقلت: يا رب مالي أكذب أنا أمدلس أنا فرجعت إلى البيت فجاؤني. وقال العجلي: ثقة يتشيع. وكذا قال البزار. وقال الذهلي: كان عبد الرزاق أيقظهم في الحديث وكان يحفظ، وقال إبراهيم بن عباد الدبري: كان عبد الرزاق يحفظ نحوًا من سبع عشرة ألف حديث. وقال العباس العنبري: لما قدم من صنعاء لقد تجشمت إلى عبد الرزاق وإنه لكذاب، والواقدي أصدق منه قرأت بخط الذهبي عقب هذه الحكاية هذا شيء ما وافق عليه مسلم. قلت: وهذا إقدام على الإنكار بغير تثبيت فقد ذكر الإسماعيلي في المدخل عن الفرهياني أنه قال: حدثنا عباس العنبري عن زيد بن المبارك قال: كان عبد الرزاق كذابًا يسرق الحديث وعن زيد قال: لم يخرج أحد من هؤلاء الكبار من ها هنا إلّا وهو مجمع أن لا يحدث عنه


(١) التاريخ الصغير: ٢/ ٢٩٢.
(٢) طبقات: ٥/ ٥٤٣.
(٣) وزاد في الخلاصة عن خمس وثمانين سنة.
(٤) الجرح: ٦/ ٤٠.
(٥) الثقات: ٨/ ٤١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>