فَأَوَّلُ مَنْ زَكَّى وَجَرَّحَ عِنْدَ انْقِرَاضِ عَصْرِ الصَّحَابَةِ:
١ - الشِّعْبِيُّ.
٢ - وَابْنُ سِيرِينَ.
وَنَحْوُهُمَا، حُفِظَ عَنْهُمْ تَوْثِيْقُ أُنَاسٍ وَتَضْعِيفُ آخَرِين.
وَسَبَبُ قِلَّةِ الضُّعَفَاءِ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ: قِلَّةُ مَتْبُوعِيهِمْ مِنَ الضُّعَفَاءِ إِذْ أَكْثَرُ المَتْبُوعِيْنَ صَحَابَةٌ عُدُوْلٌ، وَأَكْثَرُهُمْ مِنْ غَيْرِ الصَّحَابَةِ، بَل عَامَّتُهُمْ ثِقَاتٌ صَادِقُونَ، يَعُونَ ما يَرْوُونَ، وَهُمْ كِبَارُ التَّابِعِيْنَ، فَيُوجَدُ فِيهِمْ الوَاحِدُ بَعْدَ الوَاحِدِ فِيهِ مَقَالٌ، كَالْحَارِثِ الْأعوَرِ. وَعَاصِمِ ابْنِ ضَمْرَةَ وَنَحْوِهِمَا.
نَعَمْ فِيهِمْ عِدَّةٌ مِنْ رُؤُوسِ أَهْلِ البِدَعِ مِنَ الْخَوَارجِ، والشِّيْعَةِ، والقَدَرِيَّةِ، نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ، كَعَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مِلْجَم، والمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الكَذَّابِ، ومَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ.
ثُمَّ كَانَ فِي المِئَةِ الثَّانِيَةِ فِي أَوَائِلِهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاء، مِنْ أَوَسَاطِ التَّابِعِينَ وَصِغَارِهِمْ، مِمَنْ تُكُلِّمَ فِيْهِمْ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِمْ، أَوْ لِبِدْعَةٍ فِيهِمْ، كَعَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، وَفَرْقَدِ السَّبَخِيِّ، وجَابِرِ الجُعْفِيِّ، وأَبِي هَارُونَ العَبَدِيِّ.
فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ انْقِرَاضِ عَامَّةِ التَّابِعِيْنَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِئَةٍ، تَكَلَّمَ طَائِفَةٌ مِنَ الْجَهَابِذَةِ فِي التَّوْثِيْقِ وَالتَّضْعِيْفِ.
٣ - فَقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: مَا رَأَيتُ أَكْذَبَ مِنْ جَابِرٍ الجُعْفِيِّ.
٤ - وَضَعَّفَ الْأعمَشُ جَمَاعَةَ، وَوُثِّقَ آخَرِيْنَ.
٥ - وانْتَقَدَ الرِّجَالَ شُعْبَة.
٦ - ومَالِكٌ.
ثُمَّ قَسَّمَ الْإِمَامُ الذَّهَبِيُّ أَسْمَاءَ رِجَالِ الَّذِيْنَ إِذَا تَكَلَّمُوا فِي الرِّجَالِ قُبِلَ قَوْلُهُمْ وَرُجِعَ إِلَى نَقْدِهِمْ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ طَبَقَةً.
سَنَذْكُرُ أَهَمَّ الرِّجَالِ فِي هذِهِ الطَّبَقَاتِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute