للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جده مع احتمالهم إياه لم يدخلوها في صحاح ما خرجوا وقال هي صحيفة قال خليفة (١) وغيره: مات سنة ثماني عشرة ومائة. قلت: عمرو بن شعيب ضعفه ناس مطلقًا ووثقه الجمهور وضعف بعضهم روايته عن أبيه عن جده حسب ومن ضعفه مطلقًا فمحمول على روايته عن أبيه عن جده فأما روايته عن أبيه فربما دلس ما في الصحيفة بلفظ عن فإذا قال حدثني أبي فلا ريب في صحتها كما يقتضيه كلام أبي زرعة المتقدم وأما رواية أبيه عن جده فإنما يعني بها الجد الأعلى (٢) عبد الله بن عمر ولا محمد بن عبد الله وقد صرح شعيب بسماعه من عبد الله في أماكن وصح سماعه منه كما تقدم. وكما روى حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن شعيب قال: قال سمعت عبد الله بن عمرو فذكر حديثًا أخرجه أبو داود من هذا الوجه وفي رواية عمرو فمن ذلك رواية حسين المعلم عن عمرو عن أبيه عن جده قال رأيت رسول الله يصلّي حافيًا ومنتعلًا. رواه أبو داود. وبهذا السند رأيت رسول الله يشرب قائمًا وقاعدًا رواه الترمذي. وبه رأيت رسول الله [ينفتل] (٣) عن يمينه وعن يساره في الصلاة. رواه ابن ماجه. ومن ذلك هشام بن الغاز عن عمرو عن أبيه عن جده قال أقبلنا مع رسول الله من ثنية إذا أخر الحديث رواه ابن ماجه ومن ذلك محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سمعت رسول الله يأمر بكلمات من الفزع الحديث. رواه أبو داود، والنسائي، والترمذي، وغيرهم وهذه قطعة من جملة أحاديث تصرح (٤) بأن الجد هو عبد الله بن عمرو لكن هل سمع منه جميع ما روى عنه أم سمع بعضها والباقي صحيفة الثاني أظهر عندي وهو الجامع لاختلاف الأقوال فيه وعليه ينحط كلام الدارقطني (٥) وأبي زرعة. وأما اشتراط بعضهم أن يكون الراوي عنه ثقة فهذا الشرط معتبر في جميع الرواة لا يختص به عمرو وأما قول ابن عدي لم يدخلوها في صحاح ما خرجوا فيرد عليه إخراج ابن خزيمة له في صحيحه والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام على سبيل الاحتجاج وكذلك النسائي وكتابه عند ابن عدي معدود في الصحاح ولكن ابن عدي عنى غير الصحيحين فيما أظن فلشى فيهما لعمرو شيء وقد أنكر جماعة أن يكون شعيب سمع من عبد الله بن عمرو وذلك مردرد بما تقدم. ومن ذلك قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة سألت علي بن المديني عن عمرو بن شعيب فقال: ما روى عن أيوب، وابن جريج فذاك له صحيح وما روى عن أبيه عن جده فهو كتاب وجده فهو ضعيف. وقال ابن عدي (٦): عمرو بن شعيب في نفسه ثقة إلا أنه إذا روى عن أبيه عن جده يكون مرسلًا لأن جده محمد لا صحبة له. وقال ابن حبان (٧): في الضعفاء إذا روى عمرو عن طاوس وسعيد بن المسيب وغيرهما من الثقات فهو ثقة يجوز الاحتجاج به. وإذا روى عن أبيه عن جده فإن


(١) تاريخ خليفة: ٤٣٦٠
(٢) قوله فإنما يعنى بها الجد الأعلى دعوى بلا دليل بل نص الأئمة على أنه يحتمل الجد الأدنى والأوسط والأعلى ولا يصح حديثة إلا إذا صرح بأنه عبد الله وكون شعيب سمع من عبد الله لا يزيل الاحتمال.
(٣) في الأصل: ينتقل، وهو خطأ والتصويب من تهذيب الكمال: ٢٢/ ٧٧.
(٤) قوله تصرح بأن الجد عبد الله هذا فلا نسلم بل تحتمل أنه عبد الله وتحتمل أنه عمرو بن العاص فيكون منقطعًا كما ذكره الدارقطني وغيره.
(٥) وهو السابق في قوله وقال الدوري وصوابه الدارقطني.
(٦) الكامل: ٥/ ١١٤.
(٧) المجروحين: ٢/ ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>