للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناسخ والمنسوخ فوضع له كتاب الرسالة فكان عبد الرحمن يقول: ما أصلي صلاة إلا وإني أدعو للشافعي فيها. وقال أبو نعيم: ثنا ابن حيان يعني: أبا الشيخ، سمعت عبدان بن أحمد، سمعت عمرو بن العباس، سمعت عبد الرحمن بن مهدي، وذكر الشافعي فقال: كان شابًا مفهمًا، وقال زكرياء الساجي: حدثني الزعفراني قال: حج بشر المريسي، ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلًا ما رأيت مثله سائلًا ولا مجيبًا قال: فقدم الشافعي بعد ذلك فاجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر فجئت إلى بشر فقلت: هذا الشافعي قد قدم فقال: إنه قد تغير. قال الزعفراني: فما كان مثله إلا مثل اليهود في ابن سلام، وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستة أدعو لهم سحرًا أحدهم الشافعي، وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي. وقال ابن أبي حاتم (١): كتب إلي أبو عثمان الخوارزمي، ثنا أبو أيوب حميد بن أحمد المصري قال: كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر في مسئلة فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث قال: إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي وحجته أثبت شيء فيه، وقال علي بن عثمان: سمعت أبا عبيد الله يقول: ما رأيت رجلًا أعقل من الشافعي. وقال البوشنجي: سمعت قتيبة يقول: الشافعي إمام. وقال الزبير بن عبد الواحد: ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو ثور قال: من زعم أنه رأى مثل محمد بن إدريس في علمه، وفصاحته، وثباته (٢)، وتمكنه، ومعرفته فقد كذب. كان منقطع القرين في حياته فلما مضى لسبيله لم يعتض منه وقال زكرياء الساجي: سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود يقول: ما رأيت أحدًا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشافعي فإن لسانه كان أكثر من كتابه وقال أحمد بن علي الجرجاني: كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي قال: حدثنا سيد الفقهاء الإمام الشافعي، وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث. وقال الزعفرانى: قدم علينا الشافعي بغداد سنة (١٩٥) (٣) فأقام سنتين ثم خرج إلى مكة ثم قدم علينا سنة (٩٨) فأقام عندنا أشهرًا، ثم خرج. قال ابن أبي حاتم: ثنا ابن عبد الحكم قال: ولد الشافعي في سنة (١٥٠) ومات في آخر يوم من رجب سنة (٢٠٤) وفيها أرخه غير واحد ومناقبه وفضائله كثيرة جدًّا. قلت: حذفت مما أورده المؤلف أشياء رواتها غير ثقات ومناقب الشافعي كثيرة شهيرة قد جمعها ابن أبي حاتم، وزكرياء الساجي، والحاكم والبيهقي، والهروي، وابن عساكر، وغيرهم. قال الحاكم في المناقب: سمعت أبا نصر أحمد بن الحسين، سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: كان يونس بن عبد الأعلى يقول: أم الشافعي فاطمة بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وذكر الحاكم مما يدل على تبحر الشافعي في الحديث: أنه حدث بالكثير عن مالك ثم روى عن الثقة عنده عن مالك وأكثر عن ابن عيينة ثم روى عن رجل عنه، وقال المبرد: كان الشافعي من أشعر الناس وأعلمهم بالقراءات، وقال الحسين الكرابيسي: ما كنا ندري ما الكتاب، والسنة نحن والأولون حتى سمعنا من الشافعي. قال: وسئل أبو موسى الضرير عن كتب


(١) الجرح: ٧/ ٢٠١.
(٢) وبيانه.
(٣) بياض في الأصل، والتصويب من تهذيب الكمال: ٢٤/ ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>