للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من قبل أن يظهر منه ما ظهر فقال: أي شيء ينقمون منه؟ فقلت: يكون في كتابه شيء [فنقول] (١) ليس هذا هكذا فيأخذ القلم فيغيره فقال: بئس هذه الخصلة قدم علينا بغداد فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي ففرقنا الأوراق بيننا ومعنا أحمد فسمعناه ولم نر إلّا خيرًا. وقال يعقوب بن شيبة: محمد بن حميد كثير المناكير. وقال البخاري (٢): في حديثه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الجوزجاني (٣): رديء المذهب غير ثقة، وقال: فضلك الرازي عندي عن ابن حميد خمسون ألفًا لا أحدث عنه بحرف. وقال إسحاق بن منصور الكوسج: قرأ علينا محمد بن حميد كتاب المغازي عن سلمة فقضى أني صرت إلى علي بن مهران فرأيته يقرأ كتاب المغازي عن سلمة فقلت له: قرأ علينا محمد بن حميد قال: فتعجب علي وقال: سمعه محمد بن حميد مني. وقال صالح بن محمد الأسدي: كان كلما بلغه عن سفيان يحيله على مهران وما بلغه عن منصور يحيله على عمرو بن أبي قيس، ثم قال: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه. وقال في موضع آخر: كانت أحاديثه تزيد وما رأيت أحدًا أجرأ على الله منه كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضه على بعض. وقال أيضًا: ما رأيت أحدًا أحذق بالكذب من رجلين سليمان الشاذكوني، ومحمد بن حميد كان يحفظ حديثه، كله. وقال جعفر بن محمد بن حماد: سمعت محمد بن عيسى الدامغاني يقول: لما مات هارون بن المغيرة سألت محمد بن حميد أن يخرج إليّ جميع ما سمع فأخرج إليّ جزازات (٤) فأحصيت جميع ما فيه ثلاثمائة ونيفًا وستين حديثًا. قال جعفر: وأخرج ابن حميد عن هارون بعد بضعة عشر ألف حديث. وقال أبو القاسم ابن أخي أبي زرعة: سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فأومى بإصبعه إلى فمه فقلت له: كان يكذب فقال برأسه: نعم فقلت له: كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه فقال: لا يا بني كان يتعمد. وقال أبو نعيم بن عدي (٥): سمعت أبا حاتم الرازي في منزله وعنده ابن خراش وجماعة من مشائخ أهل الري وحفاظهم فذكروا ابن حميد، فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدًّا وأنه يحدث بما لم يسمعه وأنه يأخذ أحاديث أهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين وقال أبو حاتم (٦): حضرت محمد بن حميد وعنده عون بن جرير فجعل ابن حميد يحدث بحديث عن جرير فيه شعر فقال عون: ليس هذا الشعر في الحديث إنما هو من كلام أبي، فتغافل ابن حميد ومر فيه. وقال أبو العباس بن سعيد: سمعت داود بن يحيى يقول: حدثنا عنه أبو حاتم قديمًا ثم تركه بآخره. قال: وسمعت ابن خراش يقول: ثنا ابن حميد وكان والله يكذب. وقال سعيد بن عمرو البرذعي: قلت لأبي حاتم: أصح ما صح عندك في محمد بن حميد الرازي أي شيء هو؟ فقال لي: كان بلغني عن شيخ من الخلقانيين أن عنده كتابًا عن أبي زهير فاتته فنظرت فيه فإذا الكتاب ليس من حديث أبي زهير وهي من حديث علي بن مجاهد فأبى أن يرجع عنه فقمت وقلت لصاحبي: هذا كذاب لا


(١) في الأصل: سئل ابن، وهو خطأ والتصويب من تهذيب الكمال: ٢٥/ ٩٩.
(٢) التاريخ الصغير: ٢/ ٣٨٦.
(٣) أحوال الرجال: ٣٨٢.
(٤) الجزاز والجزازة بضمهما والجزة بالكسر ما جز من الشيء.
(٥) الكامل: ٦/ ٢٧٤.
(٦) الجرح: ٧/ ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>