للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: أفقه الناس أبو حنيفة، ما رأيت في الفقه مثله. وقال أيضًا: لولا إن شاء الله تعالى أغاثني بأبي حنيفة وسفيان كنت كسائر الناس. وقال ابن أبي خيثمة: ثنا سليمان بن أبي شيخ قال: كان أبو حنيفة ورعا سخيًا. وعن ابن عيسى بن الطباع: سمعت روح بن عبادة يقول: كنت عند ابن جريج سنة خمسين ومائة فأتاه موت أبي حنيفة فأسترجع وتوجع، وقال: أي علم ذهب قال: وفيها مات ابن جريج. وقال أبو نعيم: كان أبو حنيفة صاحب غوص في المسائل. وقال أحمد بن علي بن سعيد القاضي: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: لا نكذب والله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله (١). وقال الربيع وحرملة: سمعنا الشافعي يقول: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة. ويروى عن أبي يوسف قال: بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلًا يقول لرجل: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل، فقال أبو حنيفة: لا يتحدث عني بما لم أفعل، فكان يحيي الليل - يعني: بعد ذلك -. وقال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة عن أبيه قال: لما مات أبي سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله ففعل فلما غسله قال رحمك الله تعالى وغفر لك، لم تفطر منذ ثلاثين سنة، ولم تتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، وقد أتعبت من بعدك وفضحت القراء وقال علي بن معبد: ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي قال: كلم ابن هبيرة أبا حنيفة أن يلي قضاء الكوفة فابى عليه، فضربه مائة سوط وعشرة أسواط وهو على الامتناع، فلما رأى ذلك خلى سبيله. وقال ابن أبي داود عن نصر بن علي: سمعت ابن داود - يعني: الخريبي - يقول: الناس في أبي حنيفة حاسد وجاهل. وقال أحمد بن عبدة قاضي الري عن أبيه: كنا عند ابن عائشة فذكر حديثًا لأبي حنيفة ثم قال: أما إنكم لو رأيتموه لأردتموه، فما مثله ومثلكم إلا كما قيل:

أقلوا عليهم ويلكم لا أبا لكم … من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا

وقال الصغاني عن ابن معين: سمعت عبيد بن أبي قرة يقول: سمعت يحيى بن الضريس يقول: شهدت سفيان وأتاه رجل فقال: ما تنقم على أبي حنيفة؟ قال: وما له؟ قال: سمعته يقول آخذ بكتاب الله، فإن لم أجد فبسنة رسول الله، فإن لم أجد فبقول الصحابة، آخذ بقول من شئت منهم، ولا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم، فأما إذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي، وابن سيرين، وعطاء فقوم اجتهدوا فاجتهد كما اجتهدوا (٢). قال أبو نعيم وجماعة: مات سنة خمسين ومائة. وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن ابن معين: مات سنة إحدى وخمسين. له في كتاب الترمذي من رواية عبد الحميد الحماني عنه قال: قال: ما رأيت أكذب من جابر الجعفي، ولا أفضل من عطاء بن أبي رباح، وفي كتاب النسائي حديثه عن عاصم ابن أبي ذر عن ابن عباس قال: "ليس على من أتى بهيمة حد". قلت: وفي رواية أبي علي الأسيوطي والمغاربة عن النسائي قال: ثنا علي بن حجر ثنا عيسى هو ابن يونس عن النعمان عن عاصم فذكره ولم ينسب النعمان. وفي رواية ابن الأحمر - يعني: أبا حنيفة - أورد عقيب حديث الدراوردي عن عمر وعن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا: "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط


(١) قال ابن معين وكان القطان يذهب إلى قول الكوفيين ويختار قوله من قولهم.
(٢) ذكر مكي بن إبراهيم أبا حنيفة فقال: كان أعلم أهل زمانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>