للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث عن ابن المبارك عن ابن عون قال: فقلت له: ليس هذا عن ابن المبارك؟ فغضب وقام ثم أخرج صحائف فجعل يقول: أين الذين يزعمون أن يحيى ليس بأمير المؤمنين في الحديث؟ نعم يا أبا زكرياء غلطت قال اليونارتي فهذا يدل على ديانة نعيم وأمانته لرجوعه إلى الحق. وقال العجلي (١): نعيم بن حماد مروزي ثقة. وقال ابن أبي حاتم (٢): محله الصدق. وقال العباس بن مصعب جمع كتبًا على محمد بن الحسن وشيخه، وكتبًا في الرد على الجهمية، وكان من أعلم الناس بالفرائض. فقال ابن المبارك: قد جاء نعيم هذا بأمر كبير. قال: ثم خرج إلى مصر فأقام بها إلى أن حمل في المحنة هو والبويطي، فمات نعيم سنة سبع وعشرين. وقال أبو زرعة الدمشقي (٣): قلت لدحيم: حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي قال: "تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة" الحديث. فقال هذا حديث صفوان بن عمرو حديث معاوية - يعني: أن إسناده مقلوب -. قال أبو زرعة: وقلت لابن معين في هذا الحديث فأنكره. قلت: فمن أين يؤتى؟ قال: شبه له. وقال محمد بن علي المروزي: سألت يحيى بن معين عنه فقال: ليس له أصل، قلت: فنعيم؟ قال: ثقة. قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له. وقال ابن عدي (٤) بعد أن أورد هذا الحديث من رواية سويد بن سعيد عن عيسى: هذا إنما يعرف بنعيم بن حماد رواه عن عيسى بن يونس فتكلم الناس فيه، ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له: الحكم بن المبارك، ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث. وقال عبد الغني بن سعيد المصري: كل من حدث به عن عيسى بن يونس غير نعيم بن حماد فإنما أخذه من نعيم، وبهذا الحديث سقط نعيم عند كثير من أهل العلم بالحديث، إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب بل كان ينسبه إلى الوهم. وقال صالح بن محمد الأسدي في حديث شعيب عن الزهري: كان محمد بن جبير يحدث عن معاوية في الأمراء من قريش، والزهري إذا قال: كان فلان يحدث فليس هو سماع. قال: وقد روى هذا الحديث نعيم بن حماد عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن معاوية نحوه، وليس لهذا الحديث أصل من ابن المبارك ولا أدري من أين جاء به نعيم. وكان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها. قال: وسمعت يحيى بن معين سئل عنه فقال: ليس في الحديث بشيء، ولكنه صاحب سنة. وقال الآجري عن أبي داود: عند نعيم نحو عشربن حديثًا عن النبي ليس لها أصل. وقال النسائي (٥): نعيم ضعيف. وقال في موضع آخر: ليس بثقة. وقال أبو علي النيسابوري: سمعت النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن، ثم قيل له في قبول حديثه فقال: قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به. وذكره ابن حبان (٦) في الثقات وقال: ربما أخطأ ووهم.


(١) الثقات: ٤٥١.
(٢) الجرح: ٨/ ٤٦٣.
(٣) أبو زرعة الدشقي: ٤٦٤.
(٤) الكامل: ٧/ ١٦.
(٥) الضعفاء: ٥٨٩.
(٦) الثقات: ٩/ ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>