للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وابن المنكدر، وكان يدلس عنهما واستقضى على مرو وأبو حنيفة حي. قال العباس بن مصعب: وروى عنه شعبة وابن المبارك. وقال سفيان بن عبد الملك: سمعت ابن المبارك يقول: أكره حديث أبي عصمة، وضعفه وأنكر كثيرًا منه، فقيل له: إنه يروي عن الزهري؟ فقال: لو أن الزهري في بيت رجل لصاح في المثل فكيف يأتي على رجل حي والرجل في بيته ولا يخرجه؟. وروى العباس بن مصعب بإسناد له فيه مجهول أن ابن عيينة قال: رأيت أبا عصمة في مجلس الزهري وقال نعيم بن حماد: قال لي ابن المبارك: كيف حدثكم أبو عصمة عن يونس عن الحسن مرفوعًا في النهي عن عشر كنى فأقول حدثنا فيخرج يده فيعد بها ويقول: لو كان من هذه العشر واحد كان كثيرًا. وقال أحمد بن محمد بن شبرمة: بلغني عن ابن المبارك أنه قال في الحديث الذي يرويه أبو عصمة عن مقاتل بن حيان في الشمس والقمر: ليس لي أصل. وقال نعيم بن حماد: سئل ابن المبارك عنه فقال: هو يقول لا إله إلا الله. وقيل: لوكيع أبو عصمة فقال: ما يصنع به لم يرو عنه ابن المبارك. وقال البخاري (١): قال ابن المبارك لوكيع عندنا شيخ يقال له: أبو عصمة كان يضع كما يضع المعلى بن هلال. وقال عبد الله بن أحمد (٢) عن أبيه: كان أبو عصمة يروي أحاديث مناكير، ولم يكن في الحديث بذاك، وكان شديدًا على الجهمية والرد عليهم. وقال ابن أبي مريم عن ابن معين: ليس بشيء، ولا يكتب حديثه. وقال الجوزجاني (٣): سقط حديثه. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم (٤): ومسلم، والدولابي، والدارقطني (٥): متروك الحديث. وقال البخاري: نوح بن أبي مريم ذاهب الحديث. وقال في موضع آخر: نوح بن يزيد بن جعونة عن مقاتل بن حيان يقال: إنه نوح بن أبي مريم. وقال النسائي: أبو عصمة نوح بن جعونة. وقيل: ابن يزيد بن جعونة، وهو نوح بن أبي مريم قاضي مرو ليس بثقة ولا مأمون. وقال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال مرة: سقط ديثه. وذكر الحاكم أبو عبد الله أنه وضع حديث فضائل القرآن. وقال ابن عدي (٦): وعامة حديثه لا يتابع عليه، وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن حبان (٧): كان يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات في ليس من أحاديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال أيضًا: نوح الجامع جمع كل شيء إلا الصدق. قال محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة عن أبيه: مات سنة ثلاث وسبعين ومائة. قلت: الحديث الذي أشار إليه ابن المبارك في الشمس والقمر هو حديث طويل، آثار الوضع عليه ظاهرة، وأورده أبو جعفر الطبري في أول تاريخه في بدء الخلق وأشار إلى عدم صحته مع قلة كلامه على الحديث في ذلك الكتاب. وقال أبو رجاء محمد بن حمدويه في تاريخه: نوح بن أبي مريم كان أبوه مجوسيًا من أهل هرمز، غلب عليه الإرجاء، ولم يكن بمحمود الرواية. وقال الحاكم: أبو عصمة مقدم في علومه إلا أنه ذاهب الحديث بمرة، وقد أفحش أئمة الحديث القول فيه ببراهين ظاهرة.


(١) التاريخ الصغير: ٢/ ١٦٥.
(٢) العلل: ٣/ ٤٣٧.
(٣) أحوال الرجال: ٣٧٥.
(٤) الجرح: ٨/ ٤٨٤.
(٥) الضعفاء: ٥٣٩.
(٦) الكامل: ٧/ ٤٠.
(٧) المجروحين: ٣/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>