للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحيى النيسابوري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن عبيد بن حساب، ومحمد بن محبوب ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والهيثم بن سهل التستري. وهو آخر من روى عنه وآخرون. قال أبو حاتم (١): سمعت هشام بن عبيد الله الرازي يقول: سألت ابن المبارك: من أروى الناس أو امعن الناس حديثًا عن مغيرة؟ فقال: أبو عوانة. وقال أحمد بن سنان: سمعت ابن مهدي يقول: كتاب أبي عوانة أثبت من حفظ هشيم. وقال مسدد: سمعت يحيى القطان يقول: ما أشبه حديثه بحديثهما يعني أبا عوانة، وشعبة، وسفيان، وقال عفان: كان أبو عوانة صحيح الكتاب كثير العجم والنقط، وكان ثبتًا، وأبو عوانة في جميع حاله أصح حديثًا عندنا من شعبة (٢) وقال أبو طالب عن أحمد: إذا حدث أبو عوانة من كتابه فهو أثبت، وإذا حدث من غير كتابه ربما وهم وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين (٣): أبو عوانة جائز الحديث، وحديث يزيد ابن عطاء ضعيف. ثبت حديث أبي عوانة، وسقط مولاه يزيد بن عطاء. وقال أبو زرعة: ثقة إذا حدث من كتابه. وقال أبو حاتم (٤): كتبه صحيحة وإذا حدث من حفظه غلط كثيرًا، وهو صدوق ثقة، وهو أحب إلي من أبي الأحوص، ومن جرير، وهو أحفظ من حماد بن سلمة. وقال ابن عدي (٥): كان مولاه قد فوض إليه التجارة، فجاءه سائل، فقال له: أعطني درهمين لأنفعك فأعطاه، فدار السائل على رؤساء البصرة فقال: بكروا على يزيد بن عطاء فقد اعتق أبا عوانة فاجتمع إليه الناس فأنف من أن ينكر حديثه وأعتقه حقيقة. قال: وقال أحمد ويحيى: ما أشبه حديث أبي عوانة بحديث الثوري وشعبة. قال: وكان أمينًا ثقة، وكان أبو عوانة مع ثقته وأمانته يفزع من شعبة فأخطأ شعبة في اسم خالد بن علقمة فقال: مالك بن عرفطة وتابعه أبو عوانة على خطئه يعني بعد أن كان رواه على الصواب، وقال محمد بن محبوب: مات في ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائة وفيها أرخه يعقوب بن سفيان (٦). وقال غيره: مات سنة خمس وسبعين. قلت: هو قول ابن المديني وذكره ابن حبان (٧) في الثقات وقال: كان مولده سنة اثنتين وعشرين ومائة وقال: هو خطأ للشك فيه؛ لأنه صح أنه رأى ابن سيرين ومات ابن سيرين قبل ذلك بمدة. وقال البخاري (٨) في تاريخه: قال عبد الله بن عثمان: أنا يزيد بن زريع أنا أبو عوانة قال: رأيت محمد بن سيرين في أصحاب السكر فكلما رآه قوم ذكروا الله تعالى. وحكى ابن حبان قصة عتقه على صفة أخرى فقال: كان يزيد بن عطاء حج ومعه أبو عوانة، فجاء سائل إلى يزيد، فسأله، فلم يعطه شيئًا، فلحقه أبو عوانة، فأعطاه دينارًا، فلما أصبحوا أو أرادوا الدفع من المزدلفة وقف السائل على طريق الناس، فكلما رأى رفقة قال: يا أيها الناس اشكروا يزيد بن عطاء فإنه تقرب إلى الله تعالى اليوم بعتق أبي عوانة، فجعل الناس يمرون فوجًا بعد فوج إلى يزيد يشكرون له ذلك وهو يفكر، فلما كثروا عليه قال: من يستطيع رد هؤلاء اذهب فأنت حر وحكاها أسلم بن سهل في


(١) الجرح: ٩/ ٤٠.
(٢) صوابه من هشيم.
(٣) الدوري: ٢/ ٦٢٩.
(٤) الجرح: ٩/ ٤٠.
(٥) الكامل: ٧/ ٨٨.
(٦) المعرفة: ٣/ ١١٥.
(٧) الثقات: ٧/ ٥٦٢.
(٨) التاريخ الصغير: ٢/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>