للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدوري (١) عن ابن معين: لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهًا ما عقلناه وقال ابن سعد (٢): كان قد أكثر من كتابة الحديث وعرف به وكان لا يكاد يحدث وقال الدوري: سمعته يقول: القرآن كلام الله تعالى وليس بمخلوق، وسمعته يقول: الإيمان يزيد وينقص، وهو قول وعمل. وقال علي بن أحمد بن النضر عن ابن المديني: انتهى العلم إلى يحيى بن آدم، وبعده إلى يحيى بن معين وفي رواية عنه: انتهى العلم إلى ابن المبارك، وبعده إلى ابن معين. وقال صالح جزرة: سمعت ابن المديني يقول: انتهى العلم إلى ابن معين وقال أبو زرعة الرازي وغيره عن علي: دار حديث الثقات على ستة ثم قال: ما شذ عن هؤلاء يصير إلى اثني عشر ثم صار حديث هؤلاء كلهم إلى ابن معين قال أبو زرعة: ولم ينتفع به لأنه كان يتكلم في الناس ويروى هذا عن علي من وجوه وقال أبو عبيد القاسم بن سلام قال: انتهى العلم إلى أربعة أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد أفقههم فيه، وعلي بن المديني أعلمهم به، ويحيى بن معين أكتبهم له وفي رواية عنه: أعلمهم بصحيحه وسقيمه بن معين. وقال صالح ابن محمد: أعلم من أدركت بعلل الحديث ابن المديني، وبفقهه أحمد بن حنبل، وأحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة، وأعلمهم بتصحيف المشائخ يحيى بن معين. وفي رواية عنه: يحيى أعلم بالرجال والكنى وقال الآجري: قلت لأبي داود أيما أعلم بالرجال علي أو يحيى؟ قال: يحيى عالم بالرجال، وليس عند علي من خبر أهل الشام شيء. وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت عليًا يقول: كنت إذا قدمت إلى بغداد منذ أربعين سنة كان الذي يذاكرني أحمد بن حنبل، فربما اختلفنا في الشيء، فنسأل يحيى بن معين، فيقوم، فيخرجه ما كان أعرفه بموضع حديثه وقال ابن البراء عن ابن المديني: ما رأيت يحيى بن معين استفهم حديثًا ولا رده وقال عمرو الناقد: ما كان في أصحابنا أعلم بالإسناد من يحيى بن معين ما قدر أحد يقلب عليه إسنادًا قط وقال الإسماعيلي: سئل الفرهياني عن يحيى، وأحمد، وعلي، وأبي خثمة قال: أما علي فأعلمهم بالعلل، وأما يحيى فأعلمهم بالرجال، وأحمد بالفقه، وأبو خيثمة من النبلاء. وقال حنبل عن أحمد: كان ابن معين أعلمنا بالرجال. وقال القواريري: قال يى يحيى: ما قدم علينا مثل هذين الرجلين أحمد ويحيى وقال عبد الخالق بن منصور: قلت لابن الرومي: سمعت بعض أصحاب الحديث يحدث بأحاديث يحيى ويقول: حدثني من لم تطلع الشمس على أكبر منه فقال: وما يعجب سمعت ابن المديني يقول: ما رأيت في الناس مثله وقال أيضًا: قلت لابن الرومي: سمعت أبا سعيد الحداد يقول: الناس كلهم عيال على يحيى بن معين فقال: صدق ما في الدنيا مثله. قال: وسمعت ابن الرومي يقول: ما رأيت أحدًا قط يقول الحق في المشائخ غير يحيى. وقال هارون بن بشير الرازي: رأيت يحيى بن معين استقبل القبلة رافعًا يديه يقول: اللهم إن كنت تكلمت في رجل وليس هو كذابًا فلا تغفر لي. وقال هارون بن معروف. قدم علينا بعض الشيوخ من الشام، فكنت أول من بكر عليه، فسألته أن يملي علي شيئًا فأخذ الكتاب يملي، فإذا بإنسان يدق الباب فقال الشيخ: من هذا؟ قال: أحمد بن حنبل، فأذن له والشيخ على حالته والكتاب في يده لا يتحرك، فإذا بآخر، فذكر


(١) الدوري: ٢/ ٦٥٤.
(٢) طبقات: ٧/ ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>