للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم. قال عمرو بن علي: كان مقدمه واسلامه عام خيبر وكانت خيبر في المحرم سنة سبع وقال الأعرج عن أبي هريرة: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله والله الموعد إني كنت امرءًا مسكينًا أصحب رسول الله على ملأ بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فحضرت من النبي مجلسًا فقال: "من يبسط رداءه حتى أقضي مقلتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئًا سمعه مني" فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه ثم قبضتها إلي فوالذي نفسي بيده ما نسيت منه شيئًا بعد رواه في مسنده البخاري ومسلم والنسائي من حديث الزهري عن الأعرج بهذا ومن حديث الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة نحوه وهو من علامات النبوة فإن أبا هريرة كان أحفظ من كل من يروي الحديث في عصره ولم يأت عن أحد من الصحابة كلهم ما جاء عنه وقال ابن عيينة عن هشام بن عروة: مات أبو هريرة، وعائشة سنة سبع وخمسين وفيها أرخه خليفة، وعمرو بن علي، وأبو بكر، وجماعة وقال ضمرة بن ربيعة، والهيثم بن عدي، وأبو معشر: مات سنة ثمان وقال الواقدي، وأبو عبيد، وغيرهما: مات سنة تسيع زاد الواقدي وهو ابن ثمان وسبعين سنة وهو صلى على عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين وعلى أم سلمة في شوال سنة تسع وخمسين ثم توفي بعد ذلك فيها. قلت: هذا من أغلاط الواقدي الصريحة فإن أم سلمة بقيت إلى سنة إحدى وستين ثبت في صحيح مسلم ما يدل على ذلك كما سيأتي في ترجمتها والظاهر إن التي صلى عليها ثم مات معها في السنة هي عائشة كما قال هشام بن عروة: إنهما ماتا في سنة واحدة ومن فضائله ما رواه النسائي في العالم من السنن أن رجلًا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال له زيد عليك أبا هريرة فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله تعالى ونذكره إذ خرج علينا النبي حتى جلس إلينا فسكتنا فقال: "عودوا للذي كنتم فيه" قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة وجعل رسول الله يؤمن على دعائنا ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك ما سألاك صاحبي وأسألك علمًا لا ينسى فقال رسول الله : "آمين" فقلنا: يا رسول الله ونحن نسأل الله تعالى علمًا لا ينسى فقال: "سبقكم بها الغلام الدوسي، وقال طلحة بن عبيد الله أحد العشرة: ولا شك أنه سمع من رسول الله ما لم نسمع وقال ابن عمر: أبو هريرة خير مني وأعلم وقال ابن خزيمة: قال سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر بن أبي هريرة: اسم أبي عبد عمرو وقال محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة: كان اسمي عبد شمس. قال ابن خزيمة ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة: أحسن إسنادًا من سفيان بن حسين عن الزهري اللهم إلا أن يكون له اسمان قبل إسلامه فأما بعد إسلامه فلا أنكر أن يكون النبي غير اسمه فسماه عبد الله كما ذكره أبو عبيد انتهى. وفي مغازي ابن إسحاق حدثني بعض أصحاب أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر فسميت في الإسلام عبد الرحمن رواه الحاكم في المستدرك وروى ابن السكن من طريق إسماعيل المؤدب عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة واسمه عبد الرحمن بن صخر فذكر حديثًا قال ابن السكن: لم أجده مسمى إلا في هذه الرواية وروى الدولابي في تاريخه بإسناد له عن الزهري أن النبي سماه عبد الله واستعمله عمر على البحرين ثم عزله ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>