للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيحدث عن قوم لا يعرفون ولا يضبطون وقال في موضع آخر: ما له عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين فأما الصدق فلا يسوي من الصدق إذا حدث عن الثقات فهو ثقة، وقال أبو حاتم (١): يكتب حديثه ولا يحتج به وهو أحب إلي من إسماعيل بن عياش، وقال النسائي: إذا قال حدثنا وأخبرنا فهو ثقة وإذا قال عن فلان فلا يؤخذ عنه لأنه لا يدري عمن أخذه، وقال ابن عدي (٢): يخالف في بعض رواياته عن الثقات وإذا روى عن أهل الام فهو ثبت وإذا روى عن غيرهم خلط وإذا روى عن المجهولين فالعهدة منهم لا منه وبقية صاحب حديث ويروي عن الصغار والكبار ويروي عنه الكبار من الناس وهذه صفة بقية، وقال أبو مسهر الغساني: بقية ليست أحاديثه نقية فكن منها على تقية. قال يزيد بن عبد ربه: سمعت بقية يقول: ولدت سنة (١١٥)، وقال ابن سعد (٣) وغير واحد مات سنة (١٩٧). قلت: وقال إسحاق بن إبراهيم بن العلاء: سنة (٩٨). وروى له مسلم حديثًا واحدًا شاهدًا متنه من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب. وقال الدارقطني (٤): أهل الحديث يقولون في كنيته أبو يحمد بفتح الياء والصواب بضمها، وقال حيوة: سمعت بقية يقول لما قرأت على شعبة أحاديث بجير بن سعد قال لي: يا با يحمد لو لم أسمع هذا منك نظرت، وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: روى بقية عن عبيد الله بن عمر مناكير، وقال الجوزجاني (٥): رحم الله بقية ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذ وإذا حدث عن الثقات فلا بأس به، وقال حجاج بن الشاعر: وسئل ابن عيينة عن حديث، فقال أبو العجب: أنا بقية بن الوليد أنا، وقال ابن خزيمة: لا أحتج ببقية حدثني أحمد بن الحسن الترمذي سمعت أحمد بن حنبل يقول توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير فعلمت من أين أتى قلت: أتى من التدليس، وقال ابن حبان (٦): لم يسبر أبو عبد الله شان بقية وإنما نظر إلى أحاديث موضوعة رويت عنه عن أقوام ثقات فأنكرها ولعمري أنه موضع الإنكار وفي دون هذا ما يسقط عدالة الإنسان ولقد دخلت حمص وأكبر همي شان بقية فتتبعت أحاديثه وكتبت الشخ على الوجه وتتبعت ما لم أجد بعلو يعني بنزول فرأيته ثقة مأمونًا ولكنه كان مدلسًا دلس عن عبيد الله بن عمر، ومالك، وشعبة ما أخذه عن مثل المجاشع بن عمرو والسري بن عبد الحميد، وعمر بن موسى الميتمي، وأشباههم. فروى عن أولئك الثقات الذين رآهم ما سمع من هؤلاء الضعفاء عنهم فكان يقول: قال عبيد الله، وقال مالك: فحملوا عن بقية عن عبيد الله وعن بقية عن مالك، وأسقط الواهي بينهما فألزق الوضع ببقية وتخلص الواضع من الوسط وامتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به. وأورد ابن حبان له عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أحاديث منها تربوا الكتاب. ومنها من أدمن على حاجبيه بالمشط عوفي من الوباء. ومنها إذا جامع أحدكم فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى. وقال: هذه من نسخة موضوعة كتبناها يشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عنه فالتزق ذلك به، وقال


(١) الجرح: ٢/ ٤٣٤.
(٢) الكامل: ٢/ ٧٢.
(٣) طبقات: ٧/ ٤٦٩.
(٤) الضعفاء: ٦٣٠.
(٥) أحوال الرجال: ١٧٤.
(٦) الثقات: ٦/ ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>