للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم أدخلهم إلى عيالهم، فجهزهم وحملهم إلى المدينة، فلما دخلوا خرجت امرأة من بنات عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كفها على رأسها تتلقاهم وتبكي وهي تقول:

ماذا تقولون إن قال النبي لكم … ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي … منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم … أن تخلفوني بشرفي ذوي رحمي

(وقال) سفيان بن عيينة، عن إسرائيل أبي موسى: سمعت الحسن يقول: قتل مع الحسين ستة عشر رجلًا من أهل بيته. (وقال) أبو نعيم (١)، أبو عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وقال: أوحى الله إلى محمد أني قد قتلت بيحيى بن زكرياء سبعين، وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفًا وسبعين ألفًا. (وقال) خلف بن خليفة، عن أبيه: لما قتل الحسين اسودت السماء، وظهرت الكواكب نهارًا. (وقال) محمد بن الصلت الأسدي، عن الربيع بن منذر الثوري، عن أبيه: جاء رجل يبشر الناس بقتل الحسين، فرأيته أعمى يقاد. (وقال) يعقوب بن سفيان، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن معمر قال: أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك، فقال الوليد: أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري: بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط. (وقال) ابن معين: حدثنا جرير، ثنا يزيد بن أبي زياد، قال: قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة، وصار الورس (٢) الذي في عسكرهم رمادًا، واحمرت آفاق السماء، ونحروا ناقة في عسكرهم، فكانوا يرون في لحمها النيران. (وقال) الحميدي، عن ابن عيينة، عن جدته أم أبيه: قالت: لقد رأيت الورس عادت رمادًا، ولقد رأيت اللحم كان فيه النار حين قتل الحسين. (وقال) ابن عيينة أيضًا: حدثتني جدتي أم أبي قالت: شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن علي. قالت: فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه حتى يأتي على آخرها. قال سفيان: رأيت ابن أحدهما وكان مجنونًا. (وقال) حماد بن زيد، عن جميل بن مرة: أصابوا إبلًا في عسكر الحسين يوم قتل، فنحروها، وطبخوها، قال: فصارت مثل العلقم (٣) فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئًا. وقال قرة بن خالد السدوسي، عن أبي رجاء العطاردي: لا تسبوا أهل هذا البيت، فإنه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا من الكوفة. قال: أما ترون إلى هذا الفاسق ابن الفاسق قتله الله فرماه الله بكوكبين في عينيه فذهب بصره. (وقال) ثعلب: حدثنا عمر بن شبة النميري، حدثني عبيد بن جنادة، أخبرني عطاء بن مسلم قال: قال السدي: أتيت كربلاء أبيع البز بها، فعمل لنا شيخ من جلي طعامًا فتعشيناه عنده، فذكرنا قتل الحسين، فقلنا: ما شرك في قتله أحد إلا مات بأسوء ميتة. فقال: ما أكذبكم يا أهل العراق، فانا ممن شرك في ذلك. فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد، فنفط، فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه، فأخذت النار فيها، فذهب يطفيها بريقه، فأخذت النار في لحيته فعدا، فألقى نفسه في الماء فرأيته كأنه حممة.


(١) لعله سقط من هنا - حدثنا أو أخبرنا.
(٢) في القاموس اسم نبات كالسمسم.
(٣) العلقم الحنظل وكل شيء مر.

<<  <  ج: ص:  >  >>