للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحَنْظَلِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاهِرِ إِذَا سَأَلَنِي عَنْ حَدِيثٍ فذكَرْتُه لَهُ بِلَا إِسْنَاد، سَأَلَنِي عَنْ إِسْنَادِهِ، وَيَقُولُ: رُوَايَةُ الحَدِيْثِ بِلا إِسْنَادِ مِنْ عَمَلِ الزَّمْنَى، فَإِنَّ إسْنَادَ الحدِيثِ كَرامَة مِنَ اللهِ ﷿ لأمَّةِ مُحَمَّدٍ .

وَلِذَا قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ (١): الإسْنَادُ مِنَ الدِّينِ [و] لَوْلَا الإِسْنَادُ لقالَ مَنْ شَاءَ: مَا شَاءَ (٢).

وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ (٣): مَثَلُ الَّذِي يَطلُبُ أَمْرَ دِينِهِ بِلَا إِسْنَادِ، كَمَثَلِ الَّذِي يَرْتَقِي السَّطْحَ بِلَا سُلَّمِ.

وفي رِوَايةٍ عَنْهُ كما في مُقَدِّمةٍ مسلمٍ (٤): بَيْنَنَا وبَيْنَ القَوْمِ القَوَائِمُ - يَعْنِي: الإِسْنَادُ (٥) -.

وقَالَ أَيضًا لِمَنْ سَأَلَهُ (٦) عَنْ حَدِيثٍ (٧): عَنِ الحجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ النَّبيِّ كَمَا فِي الْمُقَدِمَةِ (٨) أَيضًا: إنَّ بَيْنَ الحجَّاجِ وبينَ النَّبيِّ مَفَاوِزَ (٩) تَنْقَطِعُ فِيهَا أَعْنَاق المَطِيِّ.

وَعَنْ الشَّافِعِيِّ قَالَ: مَثَلُ الَّذي يَطْلُبُ الحَدِيثَ بلا إِسْنَادٍ كَمَثَلِ حَاطِبِ لَيْلٍ (١٠).

وَعَنْ الثَّوْرِيِّ (١١) قَالَ: الإِسْنَادُ سِلَاحُ المُؤْمِنِ، فإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ سِلاحٌ فَبِأَيِّ شَيْءٍ يُقَاتِلُ (١٢)؟


(١) هو الإمام الثقة المحدث أبو عبد الرحمن عبد الله بن مبارك بن واضح الحنظلي المتوفى سنة ١٨١ هـ، انظر ترجمته في: المعارف لابن قتيبة: ٥١١، والولاة والقضاة: ٣٦٨، والعبر: ١/ ٢٣٢، ٢٣٦، ٢٧٠، وطبقات الصوفية: ٧، ٤٤.
(٢) راجع تاريخ بغداد: ٦/ ١٦٦، ومقدمة صحيح مسلم: ٤٦، ٤٧.
(٣) انظر أيضًا: شرح المواهب اللدنية: ٥/ ٣٩٣.
(٤) مقدمة صحيح مسلم: ١/ ٤٨.
(٥) والمراد من هذا الكلام: أي: إن جاء بإسنادٍ صحيحٍ قبلنا حديثه وإلا تركناه، فجعل الحديث كالحيوان، لا يقوم بغير إسناد، كما لا يقوم الحيوان بغير قوائم.
(٦) والسائل هو: أبو إسحاق إبرهيم بن عيسى الطَّلَقَانيُّ.
(٧) والحديث الذي سئل عنه هو: "إن من البِرِّ بعد البِرِّ، أَن تُصَلِّي لِأَبَوْيْكَ مَعَ صَلَاتِكَ وتَصُومَ لهما مَعَ صَوْمِكَ".
(٨) مقدمة صحيح مسلم: ١/ ٤٩.
(٩) المفاوز: جمع مفازة، وهي الأرض القفر البعيدة عن العمارة وعن الماء، التي يخاف الهلاك فيها.
(١٠) شرح المواهب اللدنية: ٥/ ٣٩٣.
(١١) هو الإمام المحدث أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي المتوفى سنة ١٦١ هـ، انظر ترجمته في طبقات خليفة: ١٦٨، وسير أعلام النبلاء: ٧/ ٢٢٩، وتهذيب التهذيب: ١١/ ١٥٥.
(١٢) المجروحين: ١/ ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>