للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن جعفر فسأله في خمس ديات فأعطاه (١) روى له الثلاثة حديثًا واحدًا في الفتن، وقال الترمذي عن البخاري: لا أعرف له غيره. قلت: سمينكوش بكسر المهملة والميم بينهما مثناة من تحت وبعد الميم أخرى ثم نون ساكنة وكاف مضمومة وواو ساكنة ثم معجمة ثم قيل هو اسم والده وقيل بل لقبه، وقيل: هو بألف بدل التحتانية التي بعد الميم، وقيل: بالواو بدل الألف وقيل: بالميم الممالة وقيل: بحذف التحتانية الثانية، وقيل: بقاف بدل الكاف، وقيل: بكاف مشوبة بقاف وقيل: بجيم مشوبة بكاف، وقيل: في الأولى بحذف الواو. والذي يظهر لي بعد التأمل الطويل إنه آخر غير زياد الأعجم الشاعر فإني ما وجدت أحدًا من المؤرخين ولا ممن ذكر من طبقات الشعراء ذكر أن اسم والد الأعجم سيمين كوش ولا أنه لقبه بل أطبقوا على أنه ابن سليم أو أسلم أو سليمان أو سلمى، وقيل: اسم أبيه جابر، وقيل: الحارث وإنه مولى عبد القيس وإنه من اصطخر أو سيف البحر من بلاد عبد القيس، وقدم البصرة، وسكن خراسان، ومدح وهجا ولا ذكر أحد منهم أنه روى الحديث، وإنما نقلت عنه حكايات (فمنهم) خليفة بن خياط والمدائني، ومحمد بن سلام الجمحي، وأبو محمد بن قتيبة والمبرد، والهيثم بن عدي، وابن دريد، والجاحظ، ودعبل، وابن المعبر، والزبيدي، وأبو سعيد السكري، ومحمد بن حبيب (ومن المتأخرين) ابن عساكر في تاريخه الكبير، وهو عمدة المزني الكبرى. وأما أهل الحديث فلم يذكر أحد منهم في ترجمة زياد الذي روى عنه طاوس أنه الشاعر ولا أنه من عبد القيس ولا أنه من أهل اصطخر ولا سكن خراسان بل أطبقوا على أنه اليماني وأنه سيمينكوش أو هو اسم أبيه وذكروا أنه روى حديثًا واحدًا وهو المخرج في هذه الكتب إلا أن الشيرازي في كتاب الألقاب ذكر له حديثًا آخر (فمنهم) رأسهم البخاري وتبعه مسلم وابن أبي حاتم (٢)، وابن حبان (٣) في ثقات التابعين وابنه علي أن حديثه من رواية ليث بن أبي سليم فقال: روى عنه طاوس من حديث ليث هذا لفظه والذي وقع عند المزي أن فيه روى عنه ليث بن أبي سليم ثم اعترض عليه وهم نبه عليه مغلطاي ووجدته كما قال في عدة نسخ ولم يذكر الحاكم أبو أحمد في الكني زياد الأعجم مع إطباقهم بأن كنيته أبو أمامة لأنه لا رواية له في الحديث، ولم يذكر ابن عساكر في ترجمة زياد الأعجم الشاعر أنه يماني ولا تعرض لسيمينكوش ولا أنه له رواية حديث نبوي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وإنما أورد من طبقات خليفة بن خياط له حكاية عن عثمان بن أبي العاص، وأبي موسى الاشعري في كتاب ورد عليه من عمرو لم يصرح بأنه حضرها بل ذلك محتمل مع بعده لأن في ترجمته أنه أدرك خلافة هشام ومقتضى ذلك أن يكون عاش مائة، أو أكثر ولو كان كذلك لكان مدح الأمراء في زمن معاوية ولم يذكروا له شيئًا من ذلك إلا بعد موت عمر بنحو أربعين سنة، ولم يذكر صاحب الكمال في ترجمة الراوي إلا روايته عن عبد الله بن عمر ورواية طاوس عنه، ولا قال إنه الأعجم، وقال إنه يماني وكذا نسبه المزي في الأطراف، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد الله ابن إدريس عن ليث. ثم


(١) وزاد في تهذيب الكمال ثم عاد فسأله في خمس ديات أخر فأعطاه ثم عاد فسأله في عشر ديات فأعطاه -.
(٢) الجرح: ٣/ ٥٥١.
(٣) الثقات: ٤/ ٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>