الهيثم: سميت معقبات؛ لأنها عادت مرة بعد مرة وكل من عمل عملا ثم عاد إليه فقد عقب، وقال شمر: أراد تسبيحات تخلف بأعقاب الناس، قال: والمعقب من كل شيء ما خلف بعقب ما قبله، وقوله تعالى:{وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم} وقرئ (فعقبتم) مخفف ومشدد، أي فكانت العقبى والغلبة كم حتى غنمتم ومعنى عاقبتم أصبتموهم في القتال حتى غنمتم، المعنى إن مضت امرأة منكم إلى من لا عهد بينه وبينكم، فأتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا في مهورهن، وكذلك إن مضت إلى من بينكم وبينه عهد فنكث في إعطاء المهر فالذي ذهبت زوجته كان يعطى من الغنيمة المهر ولا نقص شيء من حقه يعطى حقه كاملا بعد إخراج مهور النساء، قال ذلك أبو منصور وقال في قوله تعالى:{وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} سمي الأول عقوبة وإنما العقوبة الثانية لازدواج الكلام في الفعل بمعنى واحد، ومثله ذلك ومن عاقب به بمثل ما عوقب به ومثله (وجزاء سيئة سيئة مثلها فالأولى سيئة والمجازة عليها حسنة إلا أنها سميت سيئة/ لأنها وقعت إساءة بالمفعول به لأنه فعل ما يسوءه والعقاب والعقوبة يكونان بعقب اكتساب الذنب ومثله قوله تعالى: {شديد العقاب} وقوله تعالى: {فأعقبهم نفاقا} أي أضلهم بسوء فعلهم عقوبة، يقال: عاقبه وأعقبه، وقوله تعالى:{ولا يخاف عقباها} أي لا يخاف أن يعقب على عقوبته من يدفعها أو يغيرها وقيل لم يخف القاتل العقبى، وفي الحديث: (لي خمسة أسماء كذا وكذا والعاقب) والعاقب آخر الأنبياء وقال ابن الأعرابي: العاقب والعقوب الذي يخلف من