وفي حديث ابن مسعود:(قاروا الصلاة) معناه السكون فيها، وهو من القرار لا من الوقار.
وفي حديث عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تنزل الملائكة في العنان وهو السحاب فيتحدثون بما علموا به مما لم ينزل من الأمر فيأتي الشيطان فيستمع فيسمع الكلمة فيأتي بها إلى الكاهن فيقرها في أذنه كما تقر القارورة إذا أفرغ ما فيها معها مائة كذبة) فال ابن الأعرابي: القرير ترد يدك الكلام في أذن الأبكم حتى يفهمه، ومن رواه:(كقر الدجاجة) أراد صوتها إذا قطعته يقال: قرت الدجاجة تقر قرا، وقريرا، فإن رددته قلت: قر قرت قرقررة، وقرقريرا.
وفي حديث عمر:(قال لأبي مسعود البدري بلغني أنك تفتي، ول حارها من تولى قارها) قال شمر: معناه ول شرها من تفول خيرها، وول شديدها من تولى هينها، جعلوا الحار/ الشديد من قولهم استحر القتل أي اشتد والقار الهين من أقر الله عينه، وكان الأصمعي يقول: القر من القرور، وهو الماء البارد، وقال شمر عن ابن الأعرابي: يقال: حر يومنا فهو حار، ويوم قر ولا أقول قار، ولكن أقول يوم حر، قال: ومثل العرب: حرة تحت قرة، يضرب مثلا للذي يظهر أمرا ويخفي غيره.
وفي حديث الاستسقاء:(لقرت عيناه) قال الأصمعي: معنى أقر الله عينه أي أبرد الله دمعته لأن دمعة الفرح باردة، وقال غيره: معناه بلغك الله أمنيتك حتى ترضي به نفسك وتقر عينك، فلا تستشرف إلى غيره، ويقال للرجل إذ أدرك ثأره: وقعت بقرك، ويقال له أيضا: صابت بق أي أدرك قلبك ما كان إليه متطلعا فقر، قال أبو بكر: هذا اختيار أبي العباس.