وفي حديث العقيقة:(عن الغلام شاتان متكافئتان) أي: متساويتان حدقنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن مالك الرازي حدقنا محمد بن أيوب أخبرنا موسى ابن إسماعيل، حدثنا أبان حدثنا مطر عن عطاء عن أم كرز الخزاعية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: في العقيقة (عن الغلام شاتان متكافئتان، وعن الجارية شاة، والزوج كفؤ المرأة) أي: مثلها، ومنه المكافأة بين الناس، يقال: كافأت فلانا في فعله أس ساويته فيه، وهو كقول: وكفيك وكفاؤك أي مساويك.
وفي صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كان لا يقبل الثناء إلا من مكافئ) قال القتيبي: معناه إذا أنعم على رجل نعمة فكافأه بالثناء عليه قبل ثناءه، وإذا أثنى قبل أن ينعم عليه لم يقبله، قال أبو بكر بن الأنباري: هذا غلط بين، لأنه لا ينفك أحد من إنعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الله قد بعثه إلى الناس كافة ورحم به وأنقذ به وانتاش به، فنعمته سابقة إليهم لا يخرج منها مكافئ ولا غير مكافئ هذا والثناء عليه فرض لا يتم الإسلام إلا به، وإنما المعنى أنه لا يقبل الثناء عليه إلا من رجل يعرف حقيقة إسلامه، ولا يدخل عنده في جملة المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فإذا كان المثنى عليه بهذه الصفة قبل ثناؤه، وكان مكافأ ما سلف من نعمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإحسانه إليه.
قال الأزهري: وفيه قول ثالث: إلا من مكافئ، أي من مقارب في مدحه غير مجاز به حد مثله، ولا ينقص به عما رفعه الله إليه.