ألا تراه يقول:(لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله) فإذا قيل: هو نبي الله أو رسول الله، فهذا وصف بما لا يجوز أن يوصف به أحد من أمته فهو مدح مكافئ له، يقال: هو كفيه وكفوه أي مثله.
في الحديث:(لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في إنائها) إنما هو تفعيل من كفأت القدر إذا كببتها ليفرغ ما فيها، وهذا مثل لإمالة الضرة بحق صاحبتها من زوجها إلى نفسها، قال الكسائي: يقال: كفأت الإناء كببته وكفأته إذا أملته.
ومنه الحديث في صفته عليه الصلاة والسلام:(كان إذا مشى تكفى تكفيا). أي تمايل إلى قدام كما تتكفى السفينة في جريها، والأصل فيه الهمزة ثم تركت.
وفي حديث عمر رضي الله عنه: أنه انكفأ لوه عام الرمادة) أي: تغير عن حاله، يقال: رأيته متكفئ اللون، ومنكفت بمعنى، والأصل في الانكفاء الانقلاب من كفأت الإناء إذا قلبته.