نادى أي أدركت حاجتي وقدح ما ورى وأثقب إذا أظهر النار فإذا لم يور قيل قدح ماكبي وأصلت.
وفي الحديث (كان إذا أراد سفرا ورى بغيره) أي ستره ووهم غيره وأصله من الوراء أي ألقى البيان وراء ظهره.
وقوله تعالى:{ومن ورائه عذاب غليظ} قال ابن عرفة: يقول القائل: كيف قال: (ومن ورائه) وهو أمامه؟ فزعم أبو عبيدة وأبو علي قطرب: أن هذا من الأضداد، وأن وراء في معنى قدام، وهذا غير متحصل، لأن أمام ضد وراء، وإنما يصلح هذا في الأماكن والأوقات كقول الرجل إذا وعد وعدا في رجب لرمضان ثم قال: من ورائك شعبان لجاز وإن كان أمامه لأنه مخلفه إلى وقت وعده، ومنه قول لبيد:
أليس ورائي أن تراخت منيتي ... لزوم العصا تحنى عليها الأصابع؟
يريد أمامي ألا ترى قوله} ومن ورائه عذاب غليظ} أنه يدخل في العذاب فيخلف ما دخل فيه ورائه.
وكذلك قوله:{وكان وراءهم ملك} والملك أمامهم فجاز أن يقول: وراءهم، لأنه يكون أمامهم فطلبتهم خلفه فهو وراء مطلبهم، إلى هذا ذهب الفراء وأحمد بن يحيى، وقال الأزهري: في قوله} من ورائه جهنم} وراء يكون بمعنى خلف وقدام، ومعناه: ما توارى عنك واستتر ومنه قول النابغة.